كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

أطعمه الله بإخفاء النهار، ولهذا قال صهيب: «هي طُعْمَة الله» (¬١)، ولكن هذا أولى، فإنها طعمة الله إذنًا وإباحةً، وإطعام الناسي طعمته عفوًا ورفعَ حرجٍ، فهذا مقتضى الدليل.

١٢ - باب السواك للصائم
٢١٣/ ٢٢٦٣ - عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَاك وهو صائم، ما لا أعُدُّ ولا أُحصِي».
وأخرجه الترمذي (¬٢)، وقال: حسن. هذا آخر كلامه. وفي إسناده عاصم بن عبيد الله، وقد تكلم فيه غير واحد (¬٣). وذكر البخاري هذا الحديث في «صحيحه» (¬٤) معلقًا في الترجمة فقال: ويُذكر عن عامر بن ربيعة.
قال ابن القيم - رحمه الله -: وقد روى ابن ماجه (¬٥) من حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من خير خصال الصائم السواك».
قال البخاري (¬٦): وقال ابن عمر: «يستاك أول النهار وآخره».
وقال زياد بن حُدَير: «ما رأيت أحدًا أَدْأَبَ سواكًا وهو صائم مِن عمر
---------------
(¬١). في الأثر الذي تقدّم ذكره قريبًا من «سنن البيهقي».
(¬٢). أبو داود (٢٣٦٤)، والترمذي (٧٢٥).
(¬٣). ضعَّفه يحيى القطان وأحمد وابن معين، وقال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان: منكر الحديث، مضطرب الحديث. انظر: «الجرح والتعديل» (٦/ ٣٤٧).
(¬٤). باب السواك الرطب واليابس للصائم.
(¬٥). برقم (١٦٧٧) من طريق مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة. قال البوصيري في «الزوائد» (٢/ ٦٦): هذا إسناد ضعيف لضعف مجالد.
(¬٦). باب اغتسال الصائم. ووصله ابن أبي شيبة (٩٢٤١، ٩٢٤٩، ٩٢٦٤) بأسانيد صحيحة عن ابن عمر من قوله وفِعله. وانظر: «تغليق التعليق» (٣/ ١٥٤)

الصفحة 31