كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)

وقال الإمام أحمد ويحيى بن معين: كان مالك من أثبت الناس في حديثه (¬١).
قال الشافعي (¬٢) لمناظره في المسألة ــ وقد احتج عليه بحديث أبي هريرة في الاستسعاء ــ: وعلينا أن نصير إلى أثبت الحديثين؟ قال: نعم، قلت: فمع حديث نافع حديثُ عمران بن حصين بإبطال الاستسعاء. فقال بعضهم نناظرك في قولنا وقولك. فقلت: أوَ للمناظرة موضع مع ثبوت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِطَرْح الاستسعاء في حديث نافع وعمران؟ قال: إنا نقول: إن أيوب قال: إنما قال نافع: «فقد عتق منه ما عتق» وربما لم يقله، وأكبر ظني أنه شيء كان يقوله نافع برأيه. فذكر ما تقدم من حفظ مالك وترجيح حديثه على أيوب.
قال أصحاب السعاية: مالك ومن معه رووا الحديث كما سمعوه، ولا ريب أن نافعًا كان يذكر هذه الزيادة متصلةً بالحديث، فأداه أصحابه كما سمعوه يذكرها.
---------------
(¬١) أسنده البيهقي (١٠/ ٢٧٩).
(¬٢) في «اختلاف الحديث» (١٠/ ٣٠٤ - ٣٠٥)، والمؤلف صادر عن «معرفة السنن» (١٤/ ٣٩٥).

الصفحة 28