كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)
فقالت: يا رسول الله، إن المرأة إذا لم تَزَّيَّنْ لزوجها صَلِفَت عنده. فقال: «ما يمنع إحداكن أن تصنع قُرطين من فضة، ثم تُصفِّره بزعفران أو بعبير؟».
قال ابن القطان (¬١): وعلّته أن أبا زيد راويه عن أبي هريرة مجهول، ولا يُعرف روى عنه غير أبي الجهم، ولا يصح هذا.
وفي النسائي (¬٢) أيضًا عن ثوبان قال: جاءت بنت هُبَيرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يدها فَتَخ (¬٣) [فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يضرب يَدَها] (¬٤)، فدخلت على فاطمة تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتزعت فاطمة سلسلة في عنقها من ذهب، قالت: هذه أهداها أبو حسن، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والسلسلة في يدها. فقال: «يا فاطمة أيغرُّكِ أن يقول الناس: ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يدها سلسلة مِن نار»، ثم خرج ولم يقعد، فأرسلت فاطمة بالسلسلة إلى السوق فباعتها، واشترت بثمنها غلامًا ــ وقال مرة: عبدًا وذكر كلمة معناها: فأعتقته ــ فحُدِّث بذلك فقال: «الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار».
قال ابن القطان (¬٥): وعلته أن الناس قد قالوا: إن رواية يحيى عن زيد بن
---------------
(¬١) «بيان الوهم» (٣/ ٥٩١).
(¬٢) «المجتبى» (٥١٤٠) و «الكبرى» (٩٣٧٨) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن جدّه أبي سلَّام، عن أبي أسماء الرَحَبي، عن ثوبان.
(¬٣) الفَتَخ جمع فَتَخة، وهي الخاتم الضخم.
(¬٤) ما بين الحاصرتين من «المجتبى» و «الكبرى».
(¬٥) «بيان الوهم» (٣/ ٥٨٨ - ٥٨٩).