كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 3)
وقد روي في حديث آخر احتج به أحمد في رواية الأثرم (¬١): «من تحلَّى بخَرْبَصِيصة (¬٢) كُوِي بها يوم القيامة» (¬٣)، فقال الأثرم: فقلت: أي شيء خربصيصة؟ قال: شيء صغير مثل الشَّعِيرة، وقال غيرُه: هي (¬٤) عين الجرادة.
وسمعتُ شيخ الإسلام يقول: حديث معاوية في إباحة الذهب مقطَّعًا هو في التابع غير المفرد، كالزرِّ والعَلَم ونحوه، وحديث الخربصيصة: هو في الفرد كالخاتم وغيره، فلا تعارض بينهما (¬٥). والله أعلم.
* * *
---------------
(¬١) كما في «المغني» (٤/ ٢٢٧).
(¬٢) ط. الفقي: «بخُرَيصة» هنا وفي الموضعين الآتيين، خلافًا للأصل ولِلَفظ الحديث، ثم فسّره في الهامش بأنه تصغير الخُرْص وهو القُرط الصغير!
(¬٣) أخرجه أحمد (١٧٩٩٧، ٢٧٦٠٢) من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم مرسلًا، وعنه عن أسماء بنت يزيد مطولًا وفيه قصة.
(¬٤) في الأصل والطبعتين: «مِن» تصحيف، والتصحيح من (هـ). انظر: «غريب الحديث» للخطابي (١/ ٥٩٤)، و «تهذيب اللغة» (خربص).
(¬٥) كلام شيخ الإسلام بنحوه في «مجموع الفتاوى» (٢١/ ٨٧ - ٨٨)، وهذا التفسير منه - رحمه الله - بناءً على أن الحديثين في حكم تحلّي الرجال بالذهب، ولكن يُشكل عليه سياق حديث الخربصيصة فإنه صريح في النساء، فليُنظر.