لَا هُمَّ (¬١) إمّا يَغْزُوَنّ طالِبْ ... فى مِقْنَبٍ من هذه المَقَانِبْ
فليكن المغلوب غير الغالبْ ... وليكن المسلوبَ غيرَ السالِبْ
قال: فلمّا انهزموا لم يوجد فى الأسْرى ولا فى القَتْلَى ولا رَجَعَ إلى مكّة ولا يدرى ما حاله وليس له عَقِب. وعَقِيل بن أبى طالب ويكنى أبا يزيد. وكان بينه وبين طالب فى السنّ عشر سنين. وكان عالمًا بنسب قُريش. وجعفر بن أبى طالب. وكان بينه وبين عَقيل فى السِّن عشر سنين. وهو قديم فى الإِسلام من مُهاجرة الحبشة. وقُتل يوم مُؤْتَة شهيدًا. وهو ذو الجَنَاحين يطير بهما فى الجنة حيث شاء. وعلىّ بن أبى طالب، وكان بينه وبين جَعفر فى السِّن عشر سنينَ وأمّ هانئ بنت أبى طالب واسمها هند، وجُمانة بنت أبى طالب، ورَيْطَةُ بنت أبى طالب، قال: وقال بعضهم: وأسماءُ بنت أبى طالب، وأمّهم جميعًا فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَىّ، وطُلَيْق بن أبى طالب، وأمه عَلّة، وأخوه لأمه الحُويْرث بن أبى ذُباب بن عبد اللَّه بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مُرّة.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر بن واقد قال: حدّثنى مَعْمَر بن راشِد عن الزهرى عن سعيد بن المسيّب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فوجد عنده عبد اللَّه بن أبى أميّة وأبا جَهْل بن هِشام، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يَا عَمّ قُلْ: لا إلَهَ إلّا اللَّه كَلِمَةً أشْهَدُ لَكَ بهَا عِنْدَ اللَّه: فقال له أبو جَهل وعبد اللَّه بن أبى أُميّة: يا أبا طالب أترغبُ عن مِلَّة عبد المطّلب؟ قال: ولم يَزل رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يعرضها عليه ويقول: يَا عَمّ قُلْ: لا إلَهَ إلّا اللَّه. أشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ: ويقولان: يا أبا طالب أترغب عن ملّة عبد المطلّب؟ حتى قال آخر كلمة تكلّمَ بها: أنا على ملّة عبد المطلّب، ثمّ مات، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: لأسْتَغْفِرَنّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ: فاستغفر له رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بعد موته حتى نَزَلَت هذه الآية: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي
---------------
(¬١) فى ل، م "اللهم". فإما أن تقدر (أل) على أنها "خزم" أو أن تكون القراءة "لَاهُمَّ" والمثبت رواية ابن هشام ج ٢ ص ٦١٩، وانظر الطبرى ج ٢ ص ٤٣٩.