كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا هُشَيْم قال: أخبرنَا يونس بن عبيد عن حسن قال: أخبرنا عُتىّ السّعْدىّ عن أُبَىّ بن كعب قال: لما احتُضر آدم قال لبنيه: انطلقوا فاجتنوا لى من ثمار الجنّة. فخرج بنوه فاستقبلتهم الملائكة فقالوا: أين تريدون؟ قالوا: بعثنا أبونا لنجتنى له من ثمار الجنة. قالوا: ارجعوا فقد كُفيتم، فرجعوا معهم حتى دخَلوا على آدم، فلمّا رأتهم حوّاءُ ذُعرت، فجعلت تدنو إلى آدم فتلزَق به، فقال لها آدم: إلَيْكِ عَنّى فمِنْ قِبَلِكِ أُتِيتُ، خَلّى بينى وبين ملائكة ربيّ. فقبضوا روحه، ثمّ غَسّلوه وكفنّوه وحنّطوه، ثمّ صلّوا عليه وحفروا له، ثمّ دفنوه، فقالوا: يا بنى آدم، هذه سُنّتكم فى موتاكم.
قال: أخبرنا خالد بن خِداش بن عجلان، أخبرنا عبد اللَّه بن وهب عن عمرو ابن الحارث عن يزيد بن أبى حبيب عمّن حدّثَه عن أبى ذرّ قال: سمعتُ النبى، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول: إن آدَمَ خُلِقَ مِنْ ثَلاثِ تُرُباتٍ سَوْداءَ وبَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ (¬١).
قال: أخبرنا خالد بن خِداش، أخبرنا حمّاد بن زيد عن خالد الحذّاء قال: خرجتُ خَرْجَهَ لى فجئْتُ وهم يقولون: قال الحسن: فلقيته فقلت يا أبا سعيد! آدم للسماء خُلق أم للأرض؟ فقال: ما هذا يا أبا مُنازل؟ للأرض خُلق! قلت: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة؟ قال: للأرض خلق، فلم يكن بدّ من أن يأكل منها.
أخبرنا خالد بن خداش، أخبرنا خالد بن عبد اللَّه عن بيان عن الشعبىّ عن جَعْدة بن هُبيرة قال: الشجرة التى افْتتن بها آدم الكَرْم، وجُعلت فتنة لولده.
قال: أخبرنَا خالد بن خِداش، أخبرنا عبد اللَّه بن وهب عن سعيد بن أبى أيّوب عن جعفر بن ربيعة وزياد مولى مُصْعب قالا (¬٢): سُئل رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن آدم: أنبيًّا كان أو مَلَكًا؟ قال: بَلْ نَبىّ مُكَلَّمٌ.
قال: أخبرنا خالد بن خداش، أخبرنا عبد اللَّه بن وهب عن ابن لَهِيعَةَ عن الحارث بن يزيد عن عُلَىّ بن رَبَاح عن عقبة بن عامر عن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنّه
---------------
(¬١) أخرجه صاحب الكنز برقم ١٥١٣٠ عن ابن سعد.
(¬٢) ل "قال" والمثبت من م.

الصفحة 17