كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

غَضِب فرجع، فقالت: يا رسول اللَّه هذا ابن أختى! فدخل إليها ثمّ خرَج حتى أتى المسجد ومعه زياد فصلَّى الظُّهر، ثمّ أدنى زيادًا فدعا له ووضَع يده على رأسه ثمّ حدّرها على طرف أنفه، فكانت بنو هلال تقول: ما زِلنا نتعرف البرَكة فى وجه زياد: قال الشاعر لعلى بن زياد:
يابن الذى مسح النبى برأسه ... ودعا له بالخير عند المسجدِ
أَعْنى زيادًا لا أريد سِواءَه ... من غائرٍ أو مُتْهِمٍ أو مُنْجِدِ
ما زال ذاك النور فى عرنينه ... حتى تبوّأ بيته فى المُلْحَدِ *)

وفد عامر بن صعصعة
قال: ثمّ رجع الحديث إلى علىّ بن محمّد القرشى (¬١)، قالوا: وقدم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وأربد بن قيس بن جَزْء بن خالد بن جعفر (¬٢) على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال عامر: يا محمّد ما لى إن أسلمتُ؟ فقال: لَكَ
---------------
(¬١) تحرف على بن محمد القرشى فى كل الطبعات إلى "محمد بن على القرشى".
(¬٢) وأربد بن قيس بن جَزْء بن خالد بن جعفر. ذكر فى جميع طبعات ابن سعد "أربد بن ربيعة ابن مالك بن جعفر".
وقد نبه عليه محققو جوامع السيرة لابن حزم ص ١٢ بقولهم "وهذا خطأ لا ندرى كيف وقع فى كتاب ابن سعد، ولو كان خطأ من ابن سعد لاستدركه عليه علماء الأمة الذين نقلوا عنه، أو لنقلوا خلافه لإجماع النسابين. ولعل ناسخ هذه النسخة من كتابه رأى ابن سعد يقول "وأربد أخو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر" فسَها وخلَطَ نسبًا فى نسب. وأربد بن قيس، أخو لبيد بن ربيعة لأمه بلا شك.
قلت: ويبدو أن الخطأ قديم حيث نقل النويرى ج ١٨ ص ٥١ عن ابن سعد هذا النص بنفس الخطأ فقال "قال محمد بن سعد: قدم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأربد بن ربيعة ابن مالك بن جعفر" ثم أتبع النويرى كلام ابن سعد بقوله "قال ابن اسحاق: وأربد بن قيس بن جزء ابن خالد بن جعفر. . على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" فنقل ما يختص بأربد عن ابن إسحاق ثم أكمل الخبر بعد عن ابن سعد وكأنه لم يقتنع بما ورد لدى ابن سعد بخصوص أربد. وكيفما كان الأمر فقد اعتمد التصويب هنا على الجمهرة ص ٢٦٨ وابن هشام ج ٤ ص ٥٦٨ والطبرى ج ٣ ص ١٦٥ وابن سيد الناس ج ٢ ص ٢٣٢. وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٥٠٨ والأغانى ج ١٥ ص ١٣٠.

الصفحة 268