كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

هذا الحديث أبدًا! ثمّ سنح الثعلب فسمّته باسم نَسيه عبد اللَّه بن حسّان، ثمّ قالت فيه مثلَ ما قالت فى الأرنب، فبينما هما تُرْتِكان الجمل إذ برك الجمل، فأخذته رِعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانةِ أُخذَةُ أثؤب، فقلتُ واضطررتُ إليها: ويحكِ فما أصنع؟ فقالت: اقلبى ثيابك ظهورها لبطونها، وادّحرجى ظهرك لبطنك، واقلبى أحلاس جملك، ثمّ خلعت سبيجها فقلبته، ثمّ ادّحرجت ظهرها لبطنها، فلمّا فعلت ما أمرتنى به انتفض الجمل ثمّ قام ففاجّ وبال، فقالت: أعيدى عليك أداتك. ففعلتُ، ثمّ خرجنا نرتك، فإذا أثؤب يسعى وراءنا بالسيف صلتًا، فوألنا إلى حواء ضخم، قد أراه حين ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جملًا ذلولًا، واقتحمت داخله وأدركنى بالسيف، فأصابت ظُبته طائفة من قرونى، ثمّ قال: ألقى إلىّ بنت أخى يا دفار! فرميتُ بها إليه فجعلها على منكبه فذهب بها، وكانت أعلم به من أهل البيت، وخرجتُ إلى أخت لى ناكح فى بنى شيبان أبتغى الصحابة إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبينما أنا عندها ليلة من الليالى تحسبنى نائمة إذ جاء زوجها من السامر فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق، فقالت أختى: من هو؟ قال: حريث بن حسان الشيبانى غاديًا، وافد بكر بن وائل إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ذا صباح، فغدوت إلى جملى وقد سمعتُ ما قالا، فشددتُ عليه ثمّ نشدتُ عنه فوجدته غير بعيد، فسألته الصحبة فقال: نعم وكرامة، وركابهم مناخة، فخرجت معه صاحب صِدْق، حتى قدمنا على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو يصلّى بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين انشقّ الفجر والنجوم شابكة فى السماء، والرجال لا تكاد تَعَارف مع ظلمة الليل، فصففتُ مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية، فقال لى الرجل الذى يلينى من الصف: امرأة أنتِ أم رجل؟ فقلت: لا بل امرأة، فقال: إنّك قد كدتِ تفتنينى، فصلّى مع النساء وراءك، وإذا صفّ من نساء قد حدث عند الحُجُرات لم أكن رأيته حين دخلت، فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوتُ فجعلتُ إذا رأيت رجلًا ذا رُواء وذا قشر طمح إليه بصرى لأرى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فوق الناس، حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: وَعَلَيْكَ السّلامُ وَرَحمَةُ اللَّه وَبَرَكَاتُهُ. وعليه، تعنى النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أسمال

الصفحة 275