كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

نفقة وحملنى، وخرجتُ معهم حتى قدمت الشأم على عدىّ فجعلتُ أقولُ له: القاطع الظالم، احتملتَ بأهلك وولدك وتركتَ بقية والدك، فأقامت عنده أيّامًا وقالت له: أرى أن تلحق برسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخرج عدىّ حتى قدم على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسلّم عليه وهو فى المسجد، فقال: مَنِ الرّجُلُ؟ قال: عدىّ بن حاتم، فانطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوّة بليف وقال: اجْلِسْ عَلَيْهَا، فجلس رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، على الأرض، وعرض عليه الإسلام فأسلم عدىّ، واستعمله رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، على صدقات قومه.
قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب قال: حدّثنى جميل بن مرثد الطائى من بنى معن عن أشياخهم، قالوا: قدم عمرو بن المسبّح بن كعب بن عمرو بن عَصَر بن غَنْم بن حارثة بن ثوب بن معن الطائىّ على النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو يومئذ ابن مائة وخمسين سنة، فسأله عن الصيد فقال: كُلْ مَا أصْمَيْتَ وَدَعْ مَا أنْمَيْتَ: وهو الذى يقول له امرؤ القيس بن حجر، وكان أرمى العرب:
رُبّ رَامٍ من بَنى ثُعَلٍ ... مُخْرِجٍ كفّيْهِ من سُتَرِهْ

وفد تجيب
(* قال: أخبرنا محمّد بن عمر الأسلمى، أخبرنا عبد اللَّه بن عمرو بن زُهير عن أبى الحُويرث قال: قدم وفد تُجيب على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، سنة تسع، وهم ثلاثة عشر رجلًا، وساقوا معهم صدقات أموالهم التى فرض اللَّه عليهم، فَسُرّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بهم وقال: مَرْحَبًا بِكُمْ! وأكرم منزلهم وحباهم، وأمر بلالًا أن يحسن ضيافتهم وجوائزهم، وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد، وقال: هَلْ بَقىَ مِنْكُمْ أحَدٌ؟ قالوا: غلامٌ خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنًّا، قال: أَرْسِلوهُ إلَيْنَا، فأقبل الغلام إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: إنى امرؤ من بنى أبناء الرهط الذين أتوك آنفًا فقضيتَ حوائجهم فاقضِ حاجتى، قال: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قال: تَسأل اللَّه أن يغفرَ لى ويرحمنى ويجعل غناىَ فى قلبى، فقال: اللهُمّ اغْفِرْ لَهُ
---------------
(* - *) الخبر بنصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٨١ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 279