كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

عن محمّد بن عُمارة بن خُزيمة بن ثابت قال: قدم فَرْوَة بن مُسَيْك المرُادىّ وافدًا على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، مفارقًا لملوك كِنْدة ومتابعًا للنّبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنزل على سعد ابن عُبادة، وكان يتعلّم القرآن وفرائض الإسلام وشرائعه، وأجازه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، باثنتى عشرة أوقية، وحمله على بَعير نَجيب، وأعطاه حُلّة من نسج عُمان، واستعمله على مُراد وزُبيد ومَذحج وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقات، وكتب له كتابًا فيه فرائض الصدقة، ولم يزل على الصدقة حتى توفى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وفد زُبيد
قال: أخبرنا (¬١) محمّد بن عمر قال: حدّثنى عبد اللَّه بن عمرو بن زهير عن محمّد بن عُمارة بن خُزيمة ثابت قال: قدم عمر بن مَعْدِيَكِرب الزُّبيدى فى عشرة نفر من زُبيد المدينة، فقال: مَنْ سَيّدُ أهل هذه البحرة من بنى عمرو بن عامر؟ فقيل له: سعد بن عُبادة، فأقبل يقود راحلته حتى أناخ ببابه، فخرج إليه سعد فرحّب به وأمر برحله فحُطّ وأكرمه وحَباه، ثمّ راح به إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأسلم هو ومن معه، وأقام أيّامًا، ثمّ أجازه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بجائزة وانصرف إلى بلاده وأقام مع قومه على الإسلام، فلمّا توفى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ارتدّ، ثمّ رجع إلى الإسلام وأبلى يوم القادسيّة وغيرها.

وفد كِنْدَة
قال: أخبرنا (¬٢) محمّد بن عمر قال: حدّثنى محمّد بن عبد اللَّه عن الزّهرىّ قال: قدم الأشعث بن قَيس على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى بضعة عشر راكبًا من كِندة، فدخلوا على النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، مسجده قد رجَّلُوا جُمَمهم واكتحلوا، وعليهم جباب الحبرة قد كفّوها بالحرير، وعليهم الدّيباج ظاهر مخوّص بالذهب، وقال لهم رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: ألَمْ تُسْلِمُوا؟ قالوا: بَلَى، قال: فَما بالُ هَذا عَلَيْكُمْ!
---------------
(¬١) الخبر بتمامه لدى النويرى ج ١٨ ص ٨٥ نقلا عن ابن سعد.
(¬٢) الخبر بتمامه لدى النويرى ج ١٨ ص ٨٨ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 283