فانصرَف رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: مَنْ أنْتُمْ؟ قلنا: من بنى سَعد هذيم، فأسلمنا وبايعنا ثمّ انصرفنا إلى رحالنا، فأمر بنا فأُنزلنا وضُيّفنا، فأقمنا ثلاثًا، ثمّ جئناه نودعه فقال: أمّروا عليكم أحَدَكُمْ، وأمرَ بلالًا فأجازنا بأواقٍ من فضة، ورجعنا إلى قومنا فرزقهم اللَّه الإسلام.
وفد بَلِىّ
قال: أخبرنا (¬١) محمّد بن عمر، أخبرنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبى سَبرة عن موسى بن سعد، مولًى لبنى مخزوم، عن رُوَيْفِع بن ثابت البَلَوىّ قال: قَدِم وفد قومى فى شهر ربيع الأول سنة تسع فأنزلتُهم فى منزلى ببنى جديلة ثمّ خرّجتهم حتى انتهينا إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو جالس مع أصحابه فى بيته فى الغَداة، فَقَدِمَ شيخُ الوفد أبو الضّباب فجلس بين يدى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فتكلّم، وأسم القوم وسألوا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن الضيافة وعن أشياء من أمر دينهم، فأجابهم، ثمّ رجعت بهم إلى منزلى فإذا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يأتى بحمل تمر يقول: اسْتَعِنْ بِهَذا التّمْرِ، قال: فكانوا يأكلون منه ومن غيره، فأقاموا ثلاثًا، ثمّ جاءوا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يودعونه، فأمر لهم بجوائز كما كان يجيز من كان قبلهم، ثم رجعوا إلى بلادهم.
وفد بَهْراء
قال: أخبرنا (¬٢) محمد بن عمر قال: حدّثنى موسى بن يعقوب الزّمْعى عن عمته عن أمها كريمة بنت المِقْداد قالت: سمعت أمى ضُباعة بنت الزّبير بن عبد المطلب تقول: قدم وفد بَهراء من اليمن وهم ثلاثة عشر رجلًا، فأقبلوا يقودون رَوَاحلهم حتى انتهوا إلى باب المقداد بن عمرو ببنى جَدِيلة، فخرَج إليهم المقداد فرحّب بهم وأنزلهم فى منزل من الدار، وأتوا النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأسلَموا وتعلّموا الفرائضَ وأقاموا أيّامًا، ثمّ جاءوا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يودّعونه فأمر بجوائزهم وانصرفوا إلى أهلهم.
---------------
(¬١) الخبر بسنده ونصه نقلا عن ابن سعد فى النويرى ج ١٨ ص ٩٠.
(¬٢) الخبر بتمامه فى النويرى ج ١٨ ص ٩٠ نقلا عن ابن سعد.