كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

وفد عُذْرة
قال: أخبرنا (¬١) محمّد بن عمر قال: حدّثنى إسحاق بن عبد اللَّه بن نَسْطاس عن أبى عمرو بن حُريث العُذرى قال: وجدتُ فى كتاب آبائى، قالوا: قدم على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى صَفَر سنة تسع وفدُنا اثنا عشر رجلًا، فيهم جَمْرَة (¬٢) بن النعمان العُذْرى، وسُليم وسعد ابنا مالك، ومالك بن أبى رِياح، فنزلوا دارَ رملة بنت الحدث النجّاريّة، ثم جاءوا إلى النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسلّموا بسلام أهل الجاهليّة وقالوا: نحن إخوة قُصىّ لأمه، ونحن الذين أزاحوا خُزاعة وبنى بكر عن مكة، ولنا قرابات وأرحام، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: مَرْحَبًا بِكُمْ وَأهْلًا، ما أعْرَفَنى بِكُمْ، ما مَنَعَكُمْ مِنْ تَحيّةِ الإسْلام؟ قالوا: قدِمنا مرتادين لقومنا، وسألوا النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن أشياء من أمر دينهم فأجَابهم فيها، وأسلموا وأقاموا أياما ثمّ انصرفوا إلى أهليهم، فأمر لهم بجوائز كما كان يجيز الوفد، وكسا أحدهم بُردًا.
قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب قال: حدّثنى شَرْقىّ بن القُطامىّ عن مُدْلج بن المقداد بن زَمِل العُذرى قال: وحدّثنى ببعضه أبو زُفر الكلبى قالا: وَفَدَ زَمِل ابن عَمرو العذرى على النبىّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبره بما سمع من صنمهم فقال: ذَلِكَ مُؤْمِنٌ مِنَ الجِنّ، فأسْلَم وعَقَدَ له رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لواءً على قومه، فشهد بعد ذلك صِفِّين مع معاوية، ثم شهد به المرج فقُتل: وأنشأ يقول حين وفد على النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-:
إِلَيْكَ رسولَ اللَّه أَعملتُ نَصَّها ... أَكَلّفُها حَزْنًا وقَوْزًا من الرَّملِ
لأَنصرَ خيرَ النّاس نصرًا مؤزّرًا ... وأعقد حَبْلًا من حِبالِكَ فى حبلى
وأشهدَ أنّ اللَّه لا شئَ غيرُه ... أدينُ له ما أثقلتْ قدَمى نَعْلى (¬٣)

وفد سَلَامَان
قال: أخبرنا (¬٤) محمّد بن عمر الأسلمى قال: حدّثنى محمّد بن يحيى بن
---------------
(¬١) الخبر بنصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٩١.
(¬٢) جمرة: تحرف فى المطبوع والمخطوط إلى "حمزة" وأورده ابن حجر فى الإصابة ت ١١٨٦، ٢١١٢ ونبه على أنه مصحف، وأن صوابه جمرة بالجيم. كما قيده الصالحى ج ٦ ص ٥٧٨: بفتح الجيم والراء وهو ينقل عن ابن سعد.
(¬٣) الأبيات لدى النويرى ج ١٨ ص ٩١.
(¬٤) الخبر لدى النويرى ج ١٨ ص ٩٢ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 286