كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

سهل بن أبى حَثْمة قال: وجدتُ فى كُتُب أبى أن حبيب بن عَمرو السّلامانى كان يحدّث، قال: قدمنا وفد سلامان على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ونحن سبعة، فصادفنا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، خارجًا من المسجد إلى جنازة دُعِى إليها، فقلنا: السلام عليك يا رسول اللَّه! فقال: وَعَلَيْكُمْ، مَنْ أنْتُمْ؟ قلنا: نحن من سلامان قدمنا لنبايعك على الإسلام، ونحن على مَن وراءنا من قومنا، فالتفت إلى ثَوبان غلامه فقال: أنْزِلْ هَؤلاءِ الوَفْدَ حَيْثُ يَنْزِلُ الوَفْدُ (¬١)، فلمّا صلّى الظهر جلس بين المنبر وبيته فتقدّمنا إليه فسألناه عن أمر الصلاة، وشرائع الإسلام، وعن الرُّقَى، وأسلمنا، وأعطى كلّ رجل منّا خمس أواق، ورجعنا إلى بلادنا، وذلك فى شوّال سنة عشر.

وفد جُهَيْنَةَ
(* قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبى، أخبرنا أبو عبد الرحمن المدنى قال: لما قدم النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، المدينة وفد إليه عبد العُزّى بن بدر بن زيد بن معاوية الجهنى من بنى الرّبَعَة بن رَشْدان بن قيْس بن جُهينة، ومعه أخوه لأمّه أبو رَوْعة، وهو ابن عمّ له، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لعبد العُزَّى: أنْتَ عَبْدُ اللَّهِ، ولأبى رَوْعَة: أنْتَ رُعْتَ العَدُوّ إنْ شاءَ اللَّهُ، وقال: مَنْ أنْتُمْ؟ قالوا: بنو غيّان، قال: أنْتُمْ بنو رَشْدان، وكان اسم واديهم غوًى فسماه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، رُشْدًا، وقال لجبَلَى جهينة: الأشعر والأجرد (¬٢): هُما مِنْ جِبالِ الجنَّةِ لا تَطَؤهُما فِتْنَةٌ، وأعْطى اللّواء يوم الفتح عبد اللَّه بن بدر، وخَطّ لهم مسجدهم، وهو أول مسجد خُطّ بالمدينة.
قال: أخبرنا هشام بن محمّد، أخبرنا خالد بن سعيد عن رجل من جُهينة من بنى دُهمان عن أبيه، وقد صحب النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: قال عمرو بن مرّة الجهنى:
---------------
(¬١) كانت الوفود تنزل دار رملة بنت الحدث.
(* - *) الأخبار بنصها لدى النويرى ج ١٨ ص ١٨ - ١٩، وقد أوردها الصالحى فى سبل الهدى ج ٦ ص ٤٨٢ نقلا عن ابن سعد.
(¬٢) لدى ياقوت: الأشعر والأجرد: جبلا جهينة بين المدينة والشأم.

الصفحة 287