كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

قال: أخبرنا (¬١) هشام بن محمّد قال: حدّثنى ابن أبى صالح -رجل من بنى كنانة- عن ربيعة بن إبراهيم الدمشقى قال: وفد حارثة بن قَطَن بن زائر بن حصن ابن كعب بن عُليم الكلبى وحَمَل بن سَعْدانة بن حارثة بن مغفّل بن كعب بن عليم إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأسلما، فعقد لحمل بن سعدانة لواء فشهد بذلك اللواء صفّين مع معاوية، وكتب لحارثة بن قَطَن كتابًا فيه: هَذا كِتابٌ مِنْ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللَّه لأهْلِ دُومَةِ الجَنْدَلِ وَمَا يَلِيهَا مِنْ طَوَائِفِ كَلْبٍ مَعَ حَارِثَةَ بنِ قَطَنٍ، لَنَا الضّاحِيَةُ مِنَ البَعْلِ ولَكُمُ الضّامِنَةُ مِنَ النّخْلِ، عَلى الجارِيَةِ العُشْرُ وعلى الغائرَةِ نصْفُ العُشْرِ، لا تُجْمَعُ سارحَتُكمْ وَلا تُعْدَلُ فاردَتُكُمْ، تُقيمونَ الصّلاةَ لِوَقْتِها وَتُؤتُونَ الزّكاةَ بِحَقّهَا، لا يُحْظَرُ عَلَيْكُمُ النّباتُ وَلا يُؤخَذُ مِنْكُمْ عُشْرُ البَتاتِ، لَكُمْ بِذَلِكَ العَهْدُ والميثَاقُ ولَنَا عَلَيْكُمُ النّصْحُ وَالوَفَاءُ وَذِمّةُ اللَّه وَرَسُولِهِ، شَهِدَ اللَّه وَمَنْ حَضَرَ مِنَ المُسْلِمِينَ.

وفد جَرْم
قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب، أخبرنا سعد بن مُرّة الجَرْمِىّ عن أبيه قال: وَفَدَ على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، رجلان منّا يقال لأحدهما الأصقع (¬٢) بن شُرَيح بن صُريم عَمرو بن رِياح بن عوف بن عَميرة بن الهُون بن أعجب بن قُدامة ابن جَزم بن ربّان (¬٣) بن حُلوان بن عمران بن الحاف بن قُضاعة، والآخر هَوْذَة بن عمرو بن يزيد بن عَمرو بن رِياح فأسلما، وكتب لهما رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كتابًا، قال: فأنشدنى بعض الجرميين شعرًا، قاله عامر بن عَصَمة بن شُرَيح، يعنى الأصقع:
وكان أبو شُرَيحِ الخير عَمّى ... فَتَى الفتيان حمّالَ الغرامه
عميد الحىّ من جَرْم إذا ما ... ذوو الآكال سامونا ظُلامه
وسابق قومه لمّا دعاهُم ... إلى الإسلام أحمد من تهامه
---------------
(¬١) الخبر بسنده ونصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٩٣ نقلًا عن ابن سعد.
(¬٢) الأصقع: رواية الإصابة وأسد الغابة "الأسقع".
(¬٣) رَبّان: تصحف فى ل وطبعتى إحسان وعطا إلى "ريان" والتصويب من م الاشتقاق والقاموس وكذا النويرى وهو ينقل عن ابن سعد.

الصفحة 289