كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

قارئكم؟ قال: فكَسَونى قميصًا من معقد (¬١) البحرين، قال: فما فرحتُ بشئ أشدّ من فرحى بذلك القميص.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، أخبرنا أبو شهاب عن خالد الحذّاء عن أبى قِلابة عن عَمرو بن سَلمة الجرمى قال: كنت أتلقى الركبان فيُقرئونى الآية فكنت أؤمّ على عهد رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-.
قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسى، أخبرنا شُعبة عن أيّوب قال: سمعتُ عَمرو بن سَلمة قال: ذهب أبى بإسلام قومه إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكان فيما قال لهم: يَؤمّكُمْ أكْثرُكُمْ قرْآنًا: قال: فكنتُ أصغرهم فكنتُ أؤمهم، فقالت امرأة: غطّوا عنّا است قارئكم، فقطعوا لى قميصًا فما فرحت بشئ ما فرحتُ بذلك القميص.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن عاصم عن عمرو بن سلمة قال: لمّا رجع قومى من عند رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالوا: إنّه قال: لِيَؤمّكُمْ أكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ: قال: فدعوْنى فعلّمونى الركوع والسجود، قال: فكنتُ أصلّى بهم وعلىّ بُردة مفتوقة، فكانوا يقولون لأبى: ألَا تغطّى عنّا است ابنك؟

وفد الأزد
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى عبد اللَّه بن عَمرو بن زُهير الكعبىّ عن مُنير بن عبد اللَّه الأزدى قال: قَدِم صُرَد بن عبد اللَّه الأزدى فى بضعة عشر رجلًا من قومه وفدًا على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنزلوا على فروة بن عصرو فحيّاهم وأكرمهم، وأقاموا عنده عشرة أيّام، وكان صُرَد أفضلهم فأمّره رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، على مَن أسلَم من قومه، وأمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشِّرك من قبائل اليمن، فخرَج حتى نزل جُرَش، وهى مدينة حصينة مغلّقة، وبها قبائل من اليمن قد تحصَّنوا فيها، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، فحاصرهم شهرًا وكان يغير على
---------------
(¬١) المعقد: ضربٌ من بُرود هَجَر، وهى من قرى البحرين معروفة بهذه البرود. كما عرفت هَجَر المدينة بقِلالها، فيقال: قِلال هجرى. النويرى ج ١٨ ص ٩٦ هامش ٤.

الصفحة 291