كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

مواشيهم فيأخذها، ثمّ تَنَحّى عنهم إلى جبل يقال له شَكرَ، فظنّوا أنّه قد انهزم، فخرجوا فى طلبه، فصفَّ صفوفه فحمَلَ عليهم هو والمسلمون، فوضعوا سيوفهم فيهم حيث شاءوا، وأخذوا من خيلهم عشرين فرسًا، فقاتلوهم عليها نهارًا طويلًا، وكان أهل جُرَش بعثوا إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، رجلين يرتادان وينظران، فأخبرهما رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بمُلتقاهم وظفر صرد بهم، فقدم رجلان على قومهما فقصّا عليهم القصّة، فخرج وفدهم حتى قدموا على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأسلموا فقال: مَرْحَبًا بكُمْ أحْسَنَ النّاسِ وُجوهًا وَأصْدَقَهُ لِقَاءً وَأطْيَبَهُ كَلامًا وَأعْظَمَهُ أمَانَةً! أنْتُمْ منى وَأنا مِنْكُمْ، وجعل شعارهم مبرورًا وحمّى لهم حِمًى حول قريتهم على أعلام معلومة (¬١).

وفد غسَّان
قال: أخبرنا (¬٢) محمّد بن عمر، أخبرنا يحيَى بن عبد اللَّه بن أبى قتادة عن محمّد بن بُكير الغسّانى عن قومه غسّان قالوا: قَدِمنا على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى شهر رمضان سنة عشر، المدينة، ونحن ثلاثة نَفَر، فنزلنا دار رَملة بنت الحدث، فإذا وفود العرب كلّهم مصدّقون بمحمّد، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلنا فيما بيننا: أيَرَانا شرّ مَن يرى من العرب! ثمّ أتينا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأسلمنا وصدّقنا وشهدنا أن ما جاء به حقّ، ولا ندرى أيتبعنا قومنا أم لا، فأجازَ لهم رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بجوائز وانصرفوا راجعين، فَقَدِموا على قومهم فلم يستجيبوا لهم، فكتَموا إسلامهم حتى مات منهم رجلان مسلمين، وأدرك واحد منهم عمر بن الخطّاب عامَ اليرموك فلقى أبا عُبيدة فخبّره بإسلامه فكان يُكرمه.

وفد الحارث بن كعب
قال: أخبرنا (¬٣) محمّد بن عمر قال: حدّثنى إبراهيم بن موسى المخزومى عن عبد اللَّه بن عِكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه قال: بعثَ رسول اللَّه،
---------------
(¬١) أورده الصالحى ج ٦ ص ٣٩٩ نقلا عن ابن سعد.
(¬٢) الخبر بسنده ونصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٩٨ نقلا عن ابن سعد.
(¬٣) الخبر بنصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٩٨ - ٩٩ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 292