يا رسول اللَّه أتيتك لأومن بك وأنصرك، فقال له: مَرْحَبًا بِكَ، أتَأخذونى بما فىّ يا مَعْشَرَ هَمْدان، قال: نعم بأبى أنت وأمّى! قال: فَاذْهَبْ إلى قَوْمِكَ فَإنْ فَعَلُوا فَارْجعْ أذْهَبْ مَعَكَ، فخرج قَيْس إلى قومه فأسلموا واغتسلوا فى جوف المِحْوَرة وتوجهوا إلى القِبلة، ثمّ خرَج بإسلامهم إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: قد أسلم قومى وأمرونى أن آخذك، فقال النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-: نِعْمَ وافِدُ القَوْمِ قَيْسٌ! وقال: وَفّيْتَ وَفّى اللَّهُ بِكَ! ومسَح بناصيته وكتب عهده على قومه همدان أحمورها وغربها وخلائطها ومواليها أن يسمعوا له ويطعوا وأنّ لهم ذمّه اللَّه وذمّة رسوله ما أقمتم الصلاة وآتيتم الزّكاة، وأطعمه ثلاثمائة فَرَق، من خَيْوان مائتان زبيب وذرة شطران ومن عمران الجوف مائة فرق بُرّ، جارية أبذا من مال اللَّه. قال هشام: الفرق مكيال لأهل اليمن، وأحمورها قُدَم، وآل ذى مُرّان، وآل ذى لعوة، وأذواء همدان، وغربها أرحب، ونِهم، وشاكر، ووادعة، ويام، ومُرهِبة، ودالان، وخارم، وعُذَر، وحَجور.
قال: أخبرنا (¬١) هشام بن محمّد، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن إسرائيل بن يونس عن أبى إسحاق عن أشياخ قومه قالوا: عرض رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، نفسه بالموسم على قبائل العرب فمرّ به رجل من أرحب يقال له عبد اللَّه بن قيس بن أمّ غزال فقال: هَلْ عِنْدَ قَوْمِكَ مِنْ مَنَعَةٍ؟ قال: نعم، فعرض عليه الإسلام فأسلم، ثمّ إنّه خاف أن يُخفره قومه فوعده الحجّ من قابل ثمّ وجّه الهمدانى يريد قومه فقتله رجل من بنى زبيد يقال له ذباب، ثمّ إنّ فتية من أرحب قتلوا ذبابًا الزّبيدى بعبد اللَّه بن قيس.
قال: أخبرنا علىّ بن محمّد بن أبى سيف القرشى عمّن سمّى من رجاله من أهل العلم قالوا: قَدِم وفد همدان على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عليهم مُقطّعات الحبرة مكفّفة بالديباج، وفيهم حمزة بن مالك من ذى مشعار، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: نِعْمَ الحَىّ هَمدانُ ما أسْرَعَهَا إلى النّصْرِ وَأصْبَرَها عَلى الجَهْدِ وَمِنْهُمْ أبْدالُ وأوْتادُ الإسْلامِ فأسلَموا وكتَب لهم النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كتابًا بمخلاف خارف، ويام، وشاكر، وأهل الهَضْب، وحقاف الرمل من همدان لمن أسلم.
---------------
(¬١) راجع النويرى ج ١٨ ص ٩ - ١٠.