كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

عمرو، قال: أخبرنا هشام بن محمّد قال: هو زُرارة بن قيس بن الحارث بن عَدّاء وكان نصرانيًّا.

وفد بَجِيلةَ
(* قال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمى قال: حدّثنى عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: قدم جرير بن عبد اللَّه البَجَلى سنة عشر المدينة ومعه من قومه مائة وخمسون رجلًا، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذا الفَجّ مِنْ خَيْرِ ذى يَمَنٍ عَلى وجْهِهِ مَسْحَةُ مُلْكٍ. فطلع جرير على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا، قال جرير: فبسط رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبايعنى وقال: عَلى أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّه وَأنّى رَسُولُ اللَّه وَتُقِيمَ الصّلاةَ وتُؤتى الزّكاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَنْصَحَ المُسْلِمَ وَتُطِيعَ الوالىَ وَإنْ كانَ عَبْدًا حَبَشيًّا، فقال: نعم، فبايعه.
وقدم قيس بن [أبى] (¬١) غَرزَة (¬٢) الأحمسى فى مائتين وخمسين رجلًا من أحمس فقال لهم رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: مَنْ أنْتُمْ؟ فقالوا: نحنُ أحمس اللَّه، وكان يقال لهم ذاك فى الجاهليّة، فقال لهم رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: وَأنْتُمُ اليَوْمَ للَّه، وقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لبلال: أعْطِ رَكْبَ بَجيلَةَ وَابْدأ بالأحمَسيّين، ففعل، وكان نزول جرير بن عبد اللَّه على فَروة بن عمرو البياضىّ، وكان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يسائله عمّا وراءه، فقال: يا رسول اللَّه قد أظهر اللَّه الإسلام وأظهر الأذان فى مساجدهم وساحاتهم، وهدّمت القبائل أصنامها التى كانت تُعبد، قال: فَمَا فَعَلَ ذو الخَلَصَةِ؟ قال: هو على حاله قد بقى، واللَّه مُريح منه إن شاء اللَّه، فبعثه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى هدم ذى الخلصة وعقد له لواء، فقال: إنى لا أثبت على الخيل، فمسح رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بصدره وقال: اللهُمّ اجْعَلْهُ هادِيَا مَهْدِيًّا! فخرج فى قومه، وهم زُهاء مائتين، فما أطال الغيبة حتى رجع، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: هَدَمْتَهُ؟ قال: نعم والذى بعثك بالحقّ، وأخذتُ ما عليه وأحرقته بالنار،
---------------
(* - *) قارن بالنويرى ج ١٨ ص ١١٠ - ١١١ وهو ينقل عن ابن سعد.
(¬١) الزيادة من الاستيعاب وغيره.
(¬٢) غرزة تصحف فى ل وطبعتى إحسان وعطا إلى "عَزْرة" وصوابه من م والمشتبه والنويرى وهو ينقل عن ابن سعد.

الصفحة 299