كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

من ولد عمّار بن ياسر قال: وَفَدَ مِخْوَس بن معديكرب بن وَلِيعة فيمن معه على النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثمّ خرجوا من عنده فأصاب مِخْوَس اللّقوةُ، فرجع منهم نفر فقالوا: يا رسول اللَّه سيد العرب ضربته اللقوة، فادلُلنا على دوائه، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: خُذوا مِخْيَطًا فَاحمْوهُ فى النّارِ ثمّ اقْلِبوا شَفْرَ عَيْنِهِ فَفيها شِفاؤهُ وَإلَيْها مَصيرُهُ، فاللَّه أعْلمُ ما قُلْتُمْ حينَ خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدى! فصنعوه به فبرأ (¬١).
قال: أخبرنا هشام بن محمّد قال: حدّثنى عمرو بن مهاجر الكندى قال: كانت امرأة من حضرموت ثمّ من تِنْعة (¬٢) يقال لها تهناة بنت كليب صنعت لرسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كسوة ثمّ دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت: انطق بهذه الكسوة إلى النّبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأتاه بها وأسلم، فدعا له، فقال رجل من ولده يعرّض بناس من قومه:
لقد مسح الرسولُ أبا أبينا ... ولم يمسح وجوه بنى بَحيرِ
شبابهمُ وشيبهُمُ سواءٌ ... فهم فى اللؤمِ أسنانُ الحميرِ
وقال كليب حين أتى النّبىَّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-:
منْ وَشْزِ بَرْهوت تهوى لى عُذَافِرَةُ ... إلَيكَ يا خيرَ مَن يحْفى وَيَنْتَعلُ
تجوبُ بى صَفصَفًا غُبرًا مناهلُه ... تزداد عفوًا إذا ما كلّتِ الإبلُ
شَهْرَينِ أعْمَلُها نَصًّا على وجل ... أرجو بذاكَ ثوابَ اللَّه يا رجُلُ
أنتَ النّبىّ الذى كنّا نُخَبَّرُهُ ... وبَشّرَتْنَا بكَ التوراةُ والرّسُلُ (¬٣)
قال: أخبرنا هشام بن محمّد، أخبرنا سعيد وحُجر ابنا عبد الجبّار بن وائل بن حُجر الحضرمى عن علقمة بن وائل قال: وفد وائل بن حجر بن سعد الحضرمى على النّبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فمسح وجهه ودعا له ورفّله على قومه ثم خطب النّاس فقال: أيّها النّاسُ هذا وائل بنُ حُجرٍ أتاكُمْ مِنْ حَضْرَمَوْت، ومدّ بها صوته، راغِبًا فى الإسلامِ! ثمّ قال لمعاوية: انْطَلِقْ بهِ فَأنْزِلْهُ مَنْزِلًا بالحرّةِ. قال معاوية: فانطلقت به
---------------
(¬١) الصالحى ج ٦ ص ٤٨٨ نقلا عن ابن سعد.
(¬٢) لدى البكرى: تنعة: قرية بحضرموت.
(¬٣) الخبر والأبيات لدى الصالحى ج ٦ ص ٤٨٨ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 302