كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

لِبَارِقٍ: لا تُجَزّ ثِمَارُهُمْ وَلا تُرْعى بلادُهُمْ فى مَرْبَعٍ وَلا مِصْيَفٍ إلّا بمسْألَةٍ مِنْ بَارِقٍ، وَمَنْ مَرّ بهِمْ مِنَ المُسْلِمِينَ فى عَرْكٍ أوْ جَدْبٍ فَلَهُ ضِيَافَهُ ثلَاثَةِ أيّامٍ، وَإذا أيْنَعَتْ تمَارُهُمْ فَلابْنِ السّبِيلِ اللّقَاطُ يُوسِعُ بَطْنَهُ مِنْ غيَرِ أن يَقْتَثِمَ. شهد أبو عبيدة بن الجرّاح وحذيفة بن اليمان، وكتب أُبَىّ بن كعب.

وفد دَوْس
قالوا (¬١): لما أسلم الطُّفيَل بن عمرو الدَّوْسىّ دعا قومه فأسلموا، وقدم معه منهم المدينة سبعون أو ثمانون أهل بيت، وفيهم أبو هُريرة وعبد اللَّه بن أزَيْهِر الدَّوسىّ، ورسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بخَيبر، فساروا إليه فلقوه هناك، فذُكر لنا أن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قسم لهم من غنيمة خَيبر، ثم قدموا معه المدينة فقال الطفيل بن عُمير: يا رسول اللَّه لا تفرّق بينى وبين قومى فأنزلهم حرّة الدّجّاج: وقال أبو هريرة فى هجرته حين خرَج من دار قومه:
يا طُولها من لَيْلَةٍ وعَنَاءَهَا ... على أنها من بلدة الكُفْرِ نَجَّتِ
وقال عبد اللَّه بن أُزيهر: يا رسول اللَّه إن لى فى قومى سِطَة ومكانًا فاجعلنى عليهم، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا أخَا دَوْسٍ إنّ الإسلامَ بَدَأ غَريبًا وَسَيَعُودُ غَريبًا فَمَنْ صَدّقَ اللَّه نَجَا وَمَنْ آلَ إلى غَيْرِ ذلكَ هَلَكَ، إنّ أعْظَمَ قَوْمِكَ ثَوَابًا أعْظَمُهُمْ صِدْقًا وَيُوشِكُ الحَقّ أنْ يَغْلِبَ البَاطِلَ.

وفد ثُمَالَة والحُدَّان
قالوا (¬٢): قدم عبد اللَّه بن عَلَس الثُّمالى ومُسْلِيَةُ بنُ هُزّانَ الحُدّانىّ على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى رهط من قَومهما بعد فتح مكّة فأسلموا وبايعوا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، على قومهم وكتب لهم رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كتابًا بما فرض عليهم من الصدقة فى أموالهم، كتبه ثابت بن قيس بن شماس، وشَهد فيه سعد بن عُبادة ومحمّد بن مسلمة.
---------------
(¬١) الخبر بنصه لدى النويرى ج ١٨ ص ١١٦.
(¬٢) الخبر بنصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٢٦ - ٢٧.

الصفحة 304