كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وما أمره من الزيادة، قال: فلما قبَضَ اليهودى تمره قال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّه رسول اللَّه، ما حَمَلَنى على ما رأيتنى صنعتُ يا عمر إلا أنى قد كنتُ رأيتُ فى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، صِفته فى التوراة كلها إلّا الحلم، فاختبرتُ حِلمه اليوم فوجدتُه على ما وصف فى التوراة، وإنى أشهدك أن هذا التمر وشَطْر مالى فى فُقراء المسلمين، فقال عمر فقلتُ: أو بعضِهم، فقال: أو بعضِهم، قال: وأسلَمَ أهلُ بيت اليهودىّ كلهم إلا شيْخًا كان ابن مائة سنة فعسا على الكفر.
أخبرنا يزيد بن هارون وهاشم بن القاسم قالا: أخبرنَا عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون، وأخبرنا موسى بن داود وشريح بن النعمان قالا: أخبرنا فُلَيح بن سليمان قال عبد العزيز ومليح: أخبرنا هلال عن عَطاء بن يَسار، أخبرنا عبد اللَّه ابن عَمرو بن العاص أنّه سُئل عن صفة النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى التوراة فقال: أجل واللَّه إنّه موصوف فى التوراة بصفته فى القرآن: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [سورة الأحزاب: ٤٥]، وهى فى التوراة: يا أيها النبى إنّا أرسلناك شاهِدًا ومبشِّرًا ونذيرًا وحِرْزًا للأُميّين، أنت عبدى ورسولى سمَّيتُك المتوكِّل، ليس بفَظِّ ولا غَلِيظ ولا صَخَّاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يَعفو ويَغفر، ولن أقبضه حتى أُقيم به الملّة العَوْجَاء، بأن يقولوا لا إله إلا اللَّه، فيفتح به أعْيُنًا عُمْيًا، وآذانًا صُمًّا، وقُلوبًا غُلْفًا، بأن يقولوا لا إله إلا اللَّه. قال عطاء فى حديث فُلَيح: ثم لقيتُ كعبًا فسألته فما اختلف فى حرف إلا أن كعبًا يقول بلغته أعينًا عمومى، وآذانًا صُمومى، وقلوبًا غُلوفى.
أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا معاوية بن صالح عن بَحير عن خالد بن مَعدان عن كثير بن مُرّة قال: إن اللَّه يقول لقد جاءكم رسول ليس بواهن ولا كَسِيل يفتح أعينًا كانت عميًا، ويُسمع آذانًا كانت صُمًّا، ويَخْتُنُ قلوبًا كانت غُلْفًا، ويُقيم سُنّة كانت عَوْجَاء، حتى يقال لا إله إلا اللَّه.
أخبرنا عبد الوهاب بن عَطَاء، أخبرنا سعيد عن قَتادة قال: بلغنا أن نَعْتَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى بعض الكتب محمّدٌ رسول اللَّه، ليس بفَظٍّ ولا غَلِيظٍ، ولا صخوب فى الأسواق، ولا يجزى بالسيئة مثلها، ولكن يَعفو ويَصفح، أمّتُه الحمَّادون على كلّ حال.

الصفحة 311