كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

ذكر صفة أَخلاق رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدى عن يونس عن الحسن قال: سُئلتْ عائشة عن خُلقُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: كان خُلُقُه القرآن (¬١).
أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا قيس بن سليمان العنبرى، حدّثنى رجل، حدّثنى مَسْروق بن الأجْدَع أنّه دَخَلَ على عائشة فقال لها: حدّثينى بأخلاق رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: ألستَ رجلًا عربيًّا تقرأُ القرآن؟ قال قلتُ: بَلَى، قالت: فإنّ القُرآن خُلُقُه.
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد بن أبى عَرُوبة عن قَتادة عن زُرارة ابن أَوْفَى عن سَعد بن هشام قال: قلت لعائشة أَنْبِئينى عن خُلق رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالت: ألستَ تقرأُ القرآن؟ قال قلت: بَلَى، قالت: فإن خُلُق رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، القرآن، قال قَتادة: وإن القرآن جاء بأحسن أخْلَاق الناس.
أخبرنا خالد بن خِداش، أخبرنا حمّاد بن زَيد عن المُعَلَّى بن زياد عن الحسن أن رَهطًا من أصحاب النّبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، اجتمعوا فقالوا: لو أرسلنا إلى أُمهات المؤمنين فسألناهن عما نَحَلوا عليه، يعنى النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، من العمل لَعلّنا أن نَقْتَدى به، فأرسلوا إلى هذه ثم هذه، فجاء الرسول بأمر واحدٍ: إنّكم تسألون عن خُلُق نبيّكم، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وخُلُقُه القرآن، ورسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يبيت يصلى وينام ويصوم ويُفطر ويأتى أهله.
أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا عبد الوارث بن سعيد، أخبرنا أبو التيّاح عن أنس قال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أحسن النّاس خُلُقًا.
أخبرنا يزيد بن هارون وإسحاق بن يوسف الأزرق قالا: أخبرنا زكريّاء عن أبى إسحاق عن أبى عبد اللَّه الجدلى قال: سألتُ عائشة كيف كان خُلُق النّبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى بيته؟ قالت: كان أحسن الناس خُلُقًا، لم يكن فاحشًا ولا مُتَفَحِّشًا ولا صَخّابًا فى الأسواق، ولا يجزى بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح.
أخبرنا عبد اللَّه بن نُمير ومحمّد بن عُبيد الطَّنافسى قالا: أخبرنا الأعْمش عن
---------------
(¬١) مختصر تاريخ دمشق ج ٢ ص ٨١.

الصفحة 313