كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

ما كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يصنع فى بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويَخْصِف نَعله ويعمل ما تَعمل الرجال فى بيوتهم (¬١).
أخبرنا هشام بن القاسم الكلابى، أخبرنا شُعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود قال: سألتُ عائشة ما كان النّبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يصنع فى أهله؟ قالت: كان يكون فى مِهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرَج إلى الصلاة، وربما قالت: قَامَ، تعنى بالمهنة، فى خدمة أهله.
أخبرنا أحمد بن الحجّاج الخراسانى، أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك قال: أخبرنا الحجّاج بن الفُرافصة عن عُقيل عن ابن شهاب أنّ عائشة قالت: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يَعمل عَمل البيت وأكثر ما يعمل الخِيَاطة (¬٢).
أخبرنا عبد اللَّه بن نمير الهمدانى، أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما يخُيّرَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بين أمرَيْن أحدهما أيسرَ من الآخر إلا اختارَ الذى هو الأيْسَر (¬٣).
أخبرنا مَعن بن عيسى الأشجعى وموسى بن داود قالا: أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عُروة بن الزُّبير عن عائشة قالت: ما خُيّرَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى أمرَيْن إلا أخذَ أيسرَهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ النّاس منه، وما انتقم رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لنفسه إلا أن تُنْتَهَكَ حُرمة اللَّه فينتقم للَّه.
أخبرنا محمّد بن مصعب القرقسانى، أخبرنا الأوزاعىّ عن الزُّهرىّ عن عُروة عن عائشة، رضى اللَّه عنها، قالت: ما خُيّرَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بين أمرَيْن إلا اختارَ أيسرهما.
أخبرنا عفّان بن مُسلم وسعيد بن سُليمان قالا: أخبرنا حمَّاد بن زَيد، أخبرنا معمر بن راشد ونُعمان، قال عفّان أو أحدهما، عن الزُّهرىّ عن عُروة عن عائشة، رضى اللَّه عنها، قالت: ما لَعن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، مُسلمًا من لعنة تذكر، ولا انتقَم لنفسه شيئًا يُؤتَى إليه إلا أن تُنتهك حُرمات اللَّه، ولا ضَرَب بيده شيئًا قطّ
---------------
(¬١) الصالحى: سبل الهدى ج ٧ ص ٦٣.
(¬٢) الصالحى ج ٧ ص ٦٣ نقلا عن ابن سعد.
(¬٣) مختصر تاريخ دمشق ج ٢ ص ٨١.

الصفحة 315