ذكر من محاسن أَخْلَاقه، -صلى اللَّه عليه وسلم-
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا الحارث بن عبيد، أخبرنا ثابت وأبو عمران الجَوْنى عن أنس بن مالك قال: بعثنى النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى حاجة، فرأيتُ صبيانًا فقعدتُ معهم، فجاء النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسلَّم على الصبيان.
أخبرنا عبد اللَّه بن محمّد بن أبى شيبة، أخبرنا وكيع عن داود بن أبى عبد اللَّه عن ابن جُدْعان عن جدّته عن أمّ سَلمة أن النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أرسل وصيفة له فأبطأتْ، فقال: لَوْلا القِصاصُ لأوْجَعْتُكِ بهذا السّوَاكِ.
أخبرنا عبد اللَّه بن صالح بن مسلم قال: أخبرنا مندل عن الحسن بن الحكم عن أنس قال: خدمتُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عشر سنين فما رأيته قطّ أدنى رُكبتين من رُكبة جليسه، ولا صَافَحه إنسان فنزع يده من يده حتى يكون هو الذى يفارقه، ولا قاومَه إنسان فانصرَف عنه حتى يكون هو الذى ينصرف، وما قال لشئ صَنعتُه لم صنعتَ كذا وكذا، ولا قال ألا صنعتَ كذا وكذا، ولقد شَمِمْتُ العطر فما شممتُ ريح شئ أطيب ريحًا من رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا أصغَى إليه رجل فنحّى رأسه حتى يكون هو الذى يتنحّى عنه.
أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زيد عن علىّ بن زيد عن الحسن أن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يتمثّل بهذا البيت:
كَفَى بالإسلام والشّيبِ للمَرْءِ ناهيا
فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه إنّما قال الشاعر:
كفى الشّيبُ والإسلامُ للمَرْءِ ناهيا
ورسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول:
كفى بالإسلامِ والشّيب للمَرْءِ ناهيا
فقال أبو بكر: أشهد أنّك رسول اللَّه ما عَلَّمَك الشّعْرَ، وما يَنْبَغى لك (¬١)!
أخبرنا محمّد بن الصباح، أخبرنا الوليد بن أبى ثور عن سِماك عن عِكرمة قال: سُئلتْ عائشة، رضى اللَّه عنها: هل سمعت رسول اللَّه يتمثّل شِعْرًا قطّ؟
---------------
(¬١) أورده الصالحى فى سبل الهدى ج ٩ ص ٤٧٦ نقلا عن ابن سعد.