كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

ذكر قَبول رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، الهَدية وتَركه الصَّدقه
أخبرنا الضّحّاك بن مَخْلَد أبو عاصم الشيبانى عن محمّد بن عبد الرحمن الملُيكى عن ابن أبى مُليكة عن ابن عبّاس عن عائشة، رضى اللَّه عنها، أنّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يَقْبَل الهديّة ولا يَقْبَل الصدقة.
أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا عبّاد بن العوّام عن محمّد بن عمرو وعن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يَقْبَل الهديّة ولا يأكل الصدقة.
أخبرنا محمّد بن مُصْعَب القَرقسانى، أخبرنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبى مريم عن حبيب بن عُبيد الرّحبىّ قال: كان النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذا أُتى بالشئ قال: أهَدِيّةٌ أوْ صَدَقَةٌ؟ فإن قِيلْ صدقَةٌ لم يأكل، وإنْ قيل هَديةٌ أكلَ، قال: فأتاه ناسٌ من اليهود بجفنة من ثَريد، فقال: هَديّةٌ أمْ صَدَقَةٌ؟ فقالوا: هديّة، فَأكَلَ، فقال بعضهم: جَلَسَ محمّد جِلسة العبد، فَفَهمها رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: وَأنَا عَبْدٌ وَأجلِسُ جِلْسَةَ العَبْدِ.
أخبرنا عَمرو بن الهيثم، أخبرنا المسعودى عن عَون بن عبد اللَّه قال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذا أُتى بشئ قال: أصَدَقَةٌ أوْ هديّةٌ؟ فإن قالوا صَدقة صَرَفها إلى أهل الصُّفّة، وإن قالوا هَديّةٌ أمر بها فوضعت ثمّ دعا أهل الصُّفّة إليها.
أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن سَلَمة عن محمّد بن زياد قال: سمعتُ أبا هريرة يقول: إن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان إذا أُتى بطعام من غير أهله سأل عنه فإن قيل هدية أكل، وإن قيل صَدقة قال: كُلُوا، ولم يأكُل.
أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا مُعرِّف بن واصل السعدى، حدّثتنى حَفْصة بنت طَلْق، امرأة من الحىّ، سنة تسعين عن جَدّىْ أبى عَميرة رُشَيد بن مالك، قال: كنتُ عند رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ذات يوم فجاء رجل بطبق عليه تَمر فقال: ما هَذا أصَدَقَةٌ أمْ هَدِيّةٌ؟ فقال الرجل: بل صَدَقة، فقال: قَدّمْها إلى القَوْمِ. قال: والحسَن يتعفّر بين يديه، فأخذ تمرة فجعلها فى فيه، فنظر إليه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأدخلَ إصبعه فى فيه فانتزَعَ التمرة ثمّ قذفها، ثمّ قال: إنّا آلَ مُحَمّدٍ لا نَأكُلُ الصّدَقَة.

الصفحة 334