كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

إلى أمّ المؤمنين عائشة، رضى اللَّه عنها، قالت: أتتنا ليلة قائمة من عند أبى بكر، تعنى مسلوخًا، فأنا أمسك على النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو يقطع، أو النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يمسكّ علىّ وأنا أقطع، فقال لها رجل من القوم: يا أمّ المؤمنين أما كان عندكم حينئذ مصباح؟ قالت: لو أن عندنا مصباحًا أكلناه.
أخبرنا خالد بن خداش، أخبرنا عبد اللَّه بن وهب، أخبرنا أبو صخر حميد ابن زياد عن يزيد بن قُسيط عن عروة عن عائشة، رضى اللَّه عنها، قالت: لقد مات رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وما شبع من خبز وزيت فى يوم مرّتين.
أخبرنا روح بن عبادة وسليمان أبو داود الطيالسى قالا: أخبرنا شعبة عن سماك سمع النعمان بن بشير يقول: سمعت عمر بن الخطّاب وهو يذكر ما فُتح على الفّاس، فقال عمر: لقد رأيت رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يلتوى يومه من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه.
أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن سماك عن النعمان بن بشير قال: سمعته وهو يخطب يقول: احمدوا اللَّه فربما أتى على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، اليوم يظلّ يلتوى ما يشبع من الدقل.
أخبرنا الفضل بن دُكين والحسن بن موسى قالا: أخبرنا زهير عن سماك قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر: ما كان النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو نبيّكم يشبع من الدقل، وما ترضون دون ألوان التمر والزبد، قال الحسن بن موسى فى حديثه: وألوان الثياب.
أخبرنا (¬١) موسى بن إسماعيل، أخبرنا سليمان بن عُبيد المازنى أبو داود، أخبرنا عمران بن زيد المدنى، حدّثنى والدى قال: دخلنا على عائشة، رضى اللَّه عنها، فقلنا: سلامٌ عليك يا أمّه! فقالت: وعليك السلام! ثمّ بكت، فقلنا: ما بكاؤك يا أمّه؟ قالت: بلغنى أن الرجل منكم يأكل من ألوان الطعام حتى يلتمس لذلك دواء يمرئه، فذكرتُ نبيّكم، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذاك الذى أبكانى، خرج من الدنيا ولم يملأ بطنه فى يوم من طعامين، كان إذا شبع من التمر لم يشبع من الخبز، وإذا شبع من الخبز لم يشبع من التمر، فذاك الذى أبكانى.
---------------
(¬١) الخبر لدى النويرى ج ١٨ ص ٢٨١.

الصفحة 349