كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا شَيبان عن جابر عن أبى جعفر قال: ما مات رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتى كان أكثر طعامه خُبز الشَّعير والتَّمر.
أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا منصور بن أبى الأسود عن إسماعيل بن أبى خالد عن حكيم بن جابر قال: رُئىَ عند النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، دُبّاء فقيل: ما تَصنعون به؟ قالوا: نُكْثِرُ به الطعام، قال غير منصور: نستعين به على العيال.
أخبرنا (¬١) محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبى الزناد عن مَخرمة بن سليمان الوالبى، أخبرنى الأعرج عن أبى هريرة أن النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يَجوع، قلت لأبى هريرة: وكيف ذلك الجوع! قال: لِكَثْرَةِ مَنْ يَغْشاه وأضيافه، وقوم يلزمونه لذلك، فلا يأكل طعامًا أبدًا إلا ومعه أصحابه وأهل الحاجة يتتبّعون من المسجد، فلمّا فتح اللَّه خَيبر، اتّسع النّاس بعض الاتّساع، وفى الأمر بَعْدُ ضيقٌ، والمعاش شديد، هى بلاد ظَلَف لا زرع فيها، إنّما طعامُ أهلها التمر وعلى ذلك أقاموا، قال مخرمة بن سليمان: وكانت جفنةُ سعدٍ تَدور على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، منذ يوم نزل المدينة فى الهجرة إلى يوم توفّى، وغير سعد بن عبادة من الأنصار يفعلون ذلك، فكان أصحاب رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم- كثيرًا، يَتَوَاسَوْن (¬٢)، ولكنّ الحقُوق تَكْثُرُ، والقُدّام (¬٣) يكثرون، والبلاد ضيّقة ليس فيها معاش، إنما تخرجُ ثمرتهم من ماءٍ ثَمَد (¬٤) يحمله الرجال على أكتافهم أو على الإبل، والإبل أقل ذلك (¬٥)، وربما أصاب نخلهم القُشام، فيُذهب ثمرتهم تلك السنة.
قال محمّد بن عمر: سمعتُ عبد الرحمن بن أبى الزناد يقول: كلّ ما اشتدّ من الأمر فهو ظَلَف، وقال محمّد بن عمر: القشام شئ يصيب البلح بمثل الجدرى فَينْتَثر (¬٦).
---------------
(¬١) الخبر لدى النويرى ج ١٨ ص ٢٨٢.
(¬٢) النويرى: يواسون.
(¬٣) النويرى: والعُدّام.
(¬٤) ثمد: تحرفت فى ل وطبعتى إحسان وعطا إلى "ثَمر". وتصويبه من م والنويرى. والثمد: الماء القليل الذى لا مادة له، أو ما يظهر فى الشتاء ويذهب فى الصيف.
(¬٥) يحمله الرجال على أكتافهم أو على الإبل، والإبل أقل ذلك: تحرف فى ل وطبعتى إحسان وعطا إلى "يحمله الرجال على أكتافهم أم الإبل آكل ذلك" وتصويبه من م والنويرى.
(¬٦) فى ل وطبعتى إحسان وعطا "فيُقَيَّر" والمثبت من م والنويرى.

الصفحة 352