كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

أخبرنا الضّحّاك بن مَخْلَد، أخبرنا عَزْرَة بن ثابت، أخبرنا عِلباء بن أحمر عن أبى رِمْثَة قال: قال لى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا أبا رِمْثَة ادْن منّى امْسَحْ ظَهْرى، فدنوتُ فمسَحت ظَهره ثمّ وضعتُ أصابعى على الخاتم فغمزتها (¬١)، قلنا له: وما الخاتَم؟ قال: شَعر مجتمع عند كَتِفَيه (¬٢).
أخبرنا الفضل بن دُكَين، أخبرنا زُهير عن عُروة بن عبد اللَّه بن قشير، حدّثنى معاوية بن قُرّة عن أبيه قال: أتيتُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى رَهط من مُزَينة فبايعته وإن قميصه لمطلَق ثمّ أدخلتُ يدى فى جيب قميصه فَمسست الخاتم.
أخبرنا أحمد بن عبد اللَّه بن يونس وخالد بن خداش عن حمّاد بن زَيد، أخبرنا عاصِم الأحْول بن عبد اللَّه بن سرجس قال: أتيت رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو جالس فى أصحابه، فدرتُ من خَلْفه فَعَرَفَ الذى أُريده، فألقَى الرِّداء عن ظهره، فنظرتُ إلى الخاتَم على بعض الكَتِف مثل الجُمع، قال حمّاد: جُمع الكَفّ، وجَمَعَ حمّاد كفَّه وضَمّ أصابعه، حوله خِيلان كأنها الثآليل، ثمّ جئتُ فاستقبلته فقلتُ: غَفَرَ اللَّه لك يا رسول اللَّه! قال: ولك! فقال له بعض القوم: يستغفر لك رسول اللَّه؟ فقال: نعم ولكم، وتلا الآية: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [سورة محمد: ١٩]. هكذا قال أحمد ابن عبد اللَّه بن يونس، وأمَّا خالد بن خِدَاش فقال: ثمّ جئتُ حتى أستقبله، فقلتُ: استغفر لى يا رسول اللَّه، فقال: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، ثمّ أجمعا على آخر الحديث أيضًا.
أخبرنا عفّان بن مُسلم وهِشام أبو الوليد الطيالسىّ وسعد بن منصور قالوا: أخبرنا عُبيد اللَّه بن إِياد بن لَقيط، حدّثنى إياد بن لقيط عن أبى رِمْثة قال: انطلقتُ مع أبى نحو رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فنظرَ أبى إلى مثل السلعة بين كتفيه فقال: يا رسول اللَّه إنّى كأطبّ الرجال ألا أعالجها لك؟ فقال: لا، طَبيبُها الّذى خَلَقَهَا.
أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحَضْرمى، حدّثنى حمّاد بن سَلَمة عن عاصم عن أبى رِمْثَة قال: أتيتُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا فى كَتِفه مثل بَعْرة البَعير أو بَيْضة
---------------
(¬١) الغمز: العصر والكبس باليد.
(¬٢) الخبر بنصه لدى النويرى ج ١٨ ص ٢٤٢.

الصفحة 367