كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

فخرَج علينا وإنّها لإزاره، فجسّها فلان بن فلان، لرجل من القوم سمَّاه، فقال: يا رسول اللَّه ما أحسَن هذه البُردة أكْسِنيها! فقال: نَعَمْ، فجلس ما شاء اللَّه فى المجلس ثمّ رجع، فلمّا دخل رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، طَوَاها ثمّ أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنتَ، كُسِيَها رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، محتاجًا إليها ثمّ سألته إيّاها وقد علمتَ أنّه لا يَرُد سائلًا! فقال الرجل: واللَّه ما سألته إيّاها لألبسها، ولكن سألته إيّاها لتكون كَفَنى يوم أموتُ، قال سَهل: فكانت كَفَنه يوم مات (¬١).
أخبرنا محمّد بن عُبيد الطنافسى وعُبيدة بن حُميد وإسحاق بن يوسف الأزرق قالوا: أخبرنا عبد اللك بن أبى سليمان عن عَطاء بن أبى رَباح عن عبد اللَّه مَوْلى أسماء قال: أخْرَجَتْ إلينا أسماءُ جُبّةً من طيالسة لها لِبْنَةُ شبرِ من ديباج كِسروانى وفروجها مَكْفُوفة به، فقالت: هذه جُبة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يلبسها، فلمّا توفى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كانت عند عائشة، فلمّا توفيت عائشة، رضى اللَّه عنها، قبضتها، فنحن نغسلها للمريض منّا إذا اشتكى.
أخبرنا عمر بن حبيب العدوى، أخبرنا شعبة عن حبيب بن أبى ثابت عن أنس ابن مالك أن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يلبس الصوف.
أخبرنا إسحاق بن عيسى، أخبرنا جرير بن حازم عن الحسن قال: قام رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى ليلة باردة فصلّى فى مِرْطِ امرأة من نسائه، مِرْطٍ واللَّه، تعنى من صوف، يعنى لا كثيف ولا لينّ.

السّواد والعمائم:
أخبرنا وكيع بن الجرّاح وعفّان بن مسلم عن حمّاد بن سلمة عن أبى الزبير أنّ النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، دَخَل مكّة وعليه عمامة سوداء (¬٢).
أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن مُساور الورّاق عن جعفر بن عمرو بن حُريث عن أبيه أن النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، خَطَب النّاس وعليه عمامة سَوداء (¬٣).
---------------
(¬١) أورده النويرى بنصه ج ١٨ ص ٢٨٥ - ٢٨٦.
(¬٢) الصالحى ج ٧ ص ٤٩٢.
(¬٣) الصالحى ج ٧ ص ٤٩٢.

الصفحة 391