كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى أسامة بن زيد الليثى عن الزهرىّ عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطّاب قال: كان لرسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثلاث صفايا، فكانت بنو النضير حُبُسًا لنوائبه، وكانت فَدَك لابن السبيل، وكانت خَيبر، فكان الخمس قد جزّأه ثلاثة أجزاء، فجزءان للمسلمين وجزء كان ينفق منه على أهله، فإن فضل منه فضل ردّه على فقراء المهاجرين.
* * *

ذكر البئار التى شَرِبَ منها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى سعيد بن أبى زيد عن مروان بن أبى سعيد بن المعلّى قال: كنت قد طلبت البئار التى كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يَسْتَعْذِبُ منها والتى برّك فيها، وبَصَق فيها، فكان يشرب من بئر بُضاعة، وبصق فيها وبرّك، وكان يشرب من بئر مالك بن النضر بن ضَمْضَم وهى التى يقال لها بئر أبى أنس، وكان يشرب من بئر جنبَ قصر بنى حُديلة اليومَ، وكان يشرب من جاسم بئر أبى الهيثم بن التّيّهان براتج، وكان يشرب من بيوت السّقْيا، وكان يشرب من بئر غَرْس بقباء، وبرّك فيها وقال: هىَ عَينٌ من عُيونِ الجنَّةِ، وكان يشرب من العبيرة بئر بنى أميّة بن زيد، وقف على بئرها فبصق فيها وشرب منها، ونزل وسأل عن اسمها فقيل العبير فسمّاها اليسيرة، وكان يشرب من بئر رُومَةَ بالعقيق.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى معاوية بن عبد اللَّه بن عُبيد اللَّه بن أبى رافع عن أبيه عن جَدّته سلمى قالت: لما نزل رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، منزل أبى أيّوب كان أبو أيّوب يخدمه ويستعذب له من بئر أبى أنس، مالك بن النضر، فلمّا صار رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى منزله، كان أنس بن مالك وهند وأسماء ابنا حارثة يحملون قدور الماء إلى بيوت نسائه من بئر السقيا، ثمّ كان خادمه رَباح، عبدًا أسود، يستقى مرّة من بئر غَرْس، ومرّة من بيوت السّقْيا بأمره (¬١).
---------------
(¬١) الصالحى ج ٧ ص ٣٤٥.

الصفحة 433