كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى أُبَىّ بن عبّاس بن سهل بن سعد عن أبيه قال: سمعتُ عدّة من أصحاب النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيهم أبو أسيد وأبو حُميد وأبى: سهلُ بنُ سعد يقولون: أتى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بئر بُضاعة، فتوضّأ فى الدّلو وردّه فى البئر، ومَجّ فى الدّلو مرّة أخرى، وبَصَق فيها وشَرِب من مائها، وكان إذا مرض المريض فى عهده يقول اغسلوه من ماء بُضاعة، فيُغسل فكأنَّما حُلّ من عقال (¬١).
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى عبد المهيمن بن عبّاس عن يزيد بن المنذر بن أبى أسيد الساعدىّ عن أبيه قال: سمعتُ أبا حُميد الساعدىّ يقول: رأيتُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، واقفًا مرارًا على بئر بُضاعة، وخَيله تُسقى منها، وشرب منها وتوضَّأ ودعا فيها بالبَركة.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنى عمرو بن عبد اللَّه بن عنبسة عن محمّد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان قال: نظر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى رومة وكانت لرجل من مُزَينة يَسقى عليها بأجر، فقال: نِعْمَ صَدَقَهُ المُسْلِمِ هَذِهِ مِنْ رَجُلٍ يَبْتَاعُهَا مِنَ المزُنى فَيَتَصَدّقُ بها. فاشتراها عثمان بن عفّان بأربعمائة دينار فتصدّق بها، فلمّا عُلّق عليها العَلَق مرّ بها رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسأل عنها، فأخبر أن عثمان اشتراها وتصدّق بها، فقال: اللهُمّ أوْجِبْ لَهُ الجنَّةَ! ودعا بدلو من مائها فشرب منه، وقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: هَذا النُّقاخُ، أمَا إنّ هَذا الوادى سَتُسْتَكْثَرُ مِيَاهُهُ وَيُعْذِبونَ وَبِئرُ المُزَنىّ أعْذَبُها (¬٢).
أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبى سبرة عن خالد بن رباح عن المطّلب بن عبد اللَّه بن حَنْطب قال: مرّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يومًا ببئر المُزَنى، وله خيمة إلى جنبها، وجرّة فيها ماء بارد، فَسَقَى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ماء باردًا فى الصيف، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: هَذا العَذْبُ الزّلالُ (¬٣).
---------------
(¬١) أورده الصالحى فى سبل الهدى ج ٧ ص ٣٥١ (طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية) نقلًا عن ابن سعد. وقد تحرف فيه "حدثنى أُبَىّ بن عباس بن سهل بن سعد. . " إلى "حدثنى أبى عن عباس بن سهل" فليحرر.
(¬٢) أورده الصالحى ج ٧ ص ٣٥٥ نقلًا عن ابن سعد.
(¬٣) أورده الصالحى ج ٧ ص ٣٥٥ نقلًا عن ابن سعد.

الصفحة 435