كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمى، أخبرنا العلاء بن خالد، أخبرنا عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عمير قال: قال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ اللَّه اخْتَارَ العَرَبَ فاخْتَارَ كِنَانَةَ مِنَ العَرَبِ وَاخْتَارَ قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ واخْتَارَ بَنى هاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَاختارَنى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدىّ عن يونس عن الحسن قال: قال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنَا سَابِقُ العَرَبِ.
أخبرنا هشام بن محمد بن السَّائب الكَلْبِىّ عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عباس فى قوله تعالى: {رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [سورة التوبة: ١٢٨] قال: قد ولدتموه يا معشر العرب.
أخبرنا الفضل بن دُكَيْن أبو نُعَيْم، أخبرنا العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال: كان النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى سفر، فبينا هو يسير بالليل ومعه رجل يسايره إذ سمع حاديًا يحدو وقومٌ أمامه فقال لصاحبه: لَوْ أتَيْنَا حَادِىَ هؤلاءِ القوْمِ! فقربنا حتى غشينا القوم، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: مِمّن القوْمُ؟ قالوا: مِن مُضَر، فقال: وَأنَا مِنْ مُضَرَ، وَنَى (¬١) حادينَا فَسَمِعْنَا حَادِيَكمْ فأتَيْناكُمْ (¬٢).
أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى العَبْسِىّ قال: أخبرنا سفيان بن سعيد الثورىّ عن حبيب بن أبى ثابث عن يحيى بن جَعْدَة قال: لقى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ركبًا فقال: مِمّنِ القَوْمُ؟ فقالوا: من مضر، فقال وَأَنَا مِنْ مُضَرَ، قالوا: يا رسول اللَّه إنّا رِداف وليس معنا زاد إلّا الأسودان، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: وَنَحْنُ رِدافٌ مَا لَنَا زَادٌ إلّا الأسْودَانِ التّمْرُ والماءُ.
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العِجْلى قال: أخبرنا حَنْظلة بن أبى سفيان الجمحى عن طاوس قال: بينما رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى سفر إذ سمع صوت حاد فسار حتى أتاهم، فلما أتاهم قال: وَنَى حَادينَا فَسَمِعْنَا صَوْتَ حاديكُمْ فَجِئْنَا نَسْمَعُ حُدَاءَهُ. فقال: مَنِ القَوْمُ؟ قالوا: مضريون، فقال، -صلى اللَّه عليه وسلم-: وأنا مُضَرِىّ،
---------------
(¬١) وَنَى: فتر وقصّر.
(¬٢) أورده الصالحى فى سبل الهدى ج ١٢ ص ٤١١ (طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية) نقلا عن ابن سعد، وتحرف فيه "وَنَى حادينا" إلى "ومعى حادينا" فليحرر.

الصفحة 5