كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

فقالوا: يا رسول اللَّه، أَمَا أَنَّ (¬١) أول من حدا، بينما رجل فى سفر فضرب غلامًا له على يده بعصًا فانكسرت يده، فجعل الغلام يقول وهو يسيّر الإبل (¬٢): وايداه! وايداه! وقال: هيبا هيبا، فسارت الإبل.
أخبرنا معن بن عيسى الأشجعى القزاز، أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيَى بن جابر، وكان أدرك بعض أصحاب النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: جاءت بنو فُهيرة إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فقالوا إنّك منّا، فقال: إنّ جِبْرِيل لَيُخْبِرُنى أنّى رجُلٌ مِنْ مُضَرَ.
أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوّام بن حوشب قال: حدّثنى منصور بن المعتمر عن رِبْعى بن حِرَاش عن حذيفة: أنّه ذكر مضر فى كلام له فقال: إن منكم سيد ولد آدم، يعنى النبى، -صلى اللَّه عليه وسلم-.
أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا عبد الواحد بن زياد، أخبرنا معمر عن الزهرى قال: جاء وفد كندة إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عليهم جِبَابُ الحِبَرَة وقد كَفُّوا (¬٣) جيوبها وأَكِمَّتها بالديباج، فقال: ألَيْسَ قَدْ أسْلَمْتُمْ؟ قالوا: بلى، قال: فألْقُوا هذا عَنْكُمْ. قال: فخلعوا الجباب. قال: فقالوا للنبى، عليه السلام: أنتم بنو عبد مناف بنو آكل المرُار. قال: فقال لهم النبى، -صلى اللَّه عليه وسلم-: نَاسِبُوا العباسّ وأبا سُفْيانَ. قال: فقالوا لا نناسب غيرك، قال: فَلا! نَحْنُ بَنُو النّضْر بن كِنَانَةَ لا نَقْفُو أمّنا وَلا نُدّعى لِغَيْرِ أبِينَا (¬٤).
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهرى عن أبيه عن صالح بن كَيْسان عن ابن شهاب قال: بلغنا أن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال لوفد كندة حين قدموا عليه
---------------
(¬١) كذا فى ث، م، ومثله لدى الصالحى فى سبل الهدى ج ١٢ ص ٤١٩ وهو ينقل عن ابن سعد. وفى ل "يا رسول اللَّه إن أول من حدا".
(¬٢) وهو يسيّر الإبل: كذا فى ل، ومثله لدى الصالحى ج ١٢ ص ٤١٩ وهو ينقل عن ابن سعد. وفى ث، م "وهو يَسير والإبل".
(¬٣) ل "لفوا" والمثبت رواية ث، م، ومثله لدى النويرى فى نهاية الأرب ج ١٨ ص ٨٨ وهو عن ابن سعد وفسر الصالحى ج ٦ ص ٦٢٠ "كففوها بالحرير" بقوله: جعلوا لكل جُبّة كُفّة من حرير وهى السجاف.
ولدى ابن الأثير فى النهاية (كفف) وفيه "لا ألبَس القميصَ المُكَفَّف بالحرير" أى الذى عُمِل على وأكمامه وجَيْبِه كَفَاف من حرير. وكُفَّة كل شئ بالضم: طُرَّتُه وحاشيته.
(¬٤) أورده النويرى ج ١٨ ص ٨٧ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 6