كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

المدينة، فزعموا أن بنى هاشم منهم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: بَلْ نَحْنُ بَنُو النّضْر بنِ كِنَانَةَ لَنْ نَقْفُو أمّنا وَلَنْ نُدّعَى لِغَيْرِ أبِينَا.
قال: أخبرنا مَعْن بن عيسى، أخبرنا ابن أَبِى ذِئْب عن أبيه أنّه قيل لرسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ ههنا ناسًا من كندة يزعمون أنّك منهم، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّمَا ذلِكَ شَىْءٌ كانَ يَقُولُهُ العَبّاسُ بْنُ عبْدِ المُطّلِبِ وَأبو سُفْيانَ بنُ حَرْبٍ لِيَأمَنَا باليَمَن، مَعَاذَ اللَّه أنْ نُزَنّىَ أمّنَا أوْ نَقْفُو أبَانَا، نحْنُ بَنُو النّضْرِ بنِ كِنَانَةَ، مَنْ قالَ غَيرَ ذلكَ فَقَدْ كَذَبَ.
أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عقيل بن أبى طلحة، عن مسلم بن الهَيْصَم، عن الأشعث بن قيس، قال: قدمت على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فى وفد من كندة لا يرونى أفضلهم، قال عفّان: فقلت يا رسول اللَّه إنّا نزعم أنّكم منا، قال فقال: نَحْنُ بَنُو النّضْرِ بن كِنَانَةَ لا نَقْفُو أُمّنَا وَلا نَنْتَفِى مِنْ أبِينَا. قال فقال الأشعث بن قيس: لا أسمع أحدًا ينفى قريشًا من النضر بن كنانة إلا جلدتُه الحدّ.
قال: أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، أخبرنا ابن أبى ذئب عمن لا يُتهَم، عن عمرو ابن العاص، أن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: أنَا مُحَمّدُ بنُ عَبْد اللَّه، فانتسب حتى بلغ النّضر بن كنانة، فمن قال غير ذلك فقد كذب.
أخبرنا يزيد بن هارون وعبد اللَّه بن نمير، قالا: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبى حازم أن رجلًا أتى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقام بين يديه فأخذه من الرّعدة أَفْكَل (¬١) فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: هَوّنْ عَلَيْكَ فإنّى لَسْتُ بمَلَكٍ إنّما أنَا ابنُ امرَأةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأكُلُ القَديدَ.
قال: أخبرنا هُشَيْم بن بَشِير قال: أخبرنا حصين عن أبى مالك قال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أوسط النّسب فى قريش، ليس من حىّ من أحياء قريش إلّا وقد ولدوه. قال فقال اللَّه له: قُل لا أسألكم على ما أدعوكم إليه أجرًا إلّا أن تودونى فى قرابتى منكم وتحفظونى.
---------------
(¬١) الأفكل -بالفتح- الرِّعدة من برد أو خوف (النهاية).

الصفحة 7