كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

قال: أخبرنا قَبيصة بن عُقبة أبو عامر السّوائى، أخبرنا سُفيان بن سعيد الثورىّ عن عَلْقمة بن مَرثد عن ابن بُريدة عن أبيه قال: لما فَتح رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، مكّة أتى جِذْمَ قبرٍ فجلَس إليه وجلَس الناس حوله، فجعل كهيئة المخاطب، ثمّ قام وهو يبكى، فاستقبله عمر. وكان من أجرإ الناس عليه، فقال: بأبى أنت وأُمىّ يا رسول اللَّه! ما الذى أبكاكَ؟ فقال: هَذا قَبْرُ أُمىّ سَألتُ رَبىّ الزّيَارَةَ فَأذِنَ لى وَسَألْتُهُ الاسْتِغْفارَ فَلَمْ يَأذَنْ لى فَذَكَرْتُهَا فَرَقَقْتُ فَبَكَيْتُ: فلم يُرَ يومًا كان أكثر باكيًا من يومئذ. قال ابن سعد: وهذا غلط وليس قبرها بمكّة وقبرها بالأبْوَاءِ.
* * *

ذكر ضمّ عبد المطلب رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إليه بعد وفاة أمه وذكر وفاة عبد المطلب ووصية أبى طالب برسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-
قال: أخبرنا محمّد بن عمر بن وأقد الأسلمى قال: حدّثنى محمّد بن عبد اللَّه عن الزهرى قال: وحدّثنا عبد اللَّه بن جَعفر عن عبد الواحد بن حَمزة بن عبد اللَّه قال: وحدثنا هاشم بن عاصم الأسْلَمى عن المنذر بن جَهْم قال: وحدثنا معمر عن ابن أبى نجَيح عن مجاهد قال: وحدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن أبى الحُوَيْرث قال: وحدثنا أبن أبى سَبْرة عن سليمان بن سُحَيم عن نافع بن جُبَير، دخل حديث بعضهم فى حديث بعض، قالوا: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يكون مع أُمّه آمنة بنت وهْب، فلمّا توفيت قبضه إليه جده عبد المطّلب وضمّه وَرَقّ عليه رِقّة لم يَرقّها على وَلَده، وكان يقرِّ به منه ويُدنيه، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نَام، وكان يجلس على فراشه فيقول عبد المطّلب إذا رأى ذلك: دعوا ابنى إنّه ليُؤنِسُ مُلكًا (¬١).
وقال قوم من بنى مُدْلِج (¬٢) لعبد المطّلب: احتفظ به فإنّا لم نَرَ قَدَمًا أشبه
---------------
(¬١) نقله النويرى فى نهاية الأرب ج ١٦ ص ٨٨.
(¬٢) بنو مدلج: قبيلة من كنانة، وهم القافة العارفون بالآثار والعلامات، وانظر السيرة الحلبية ج ١ ص ١٠٩.

الصفحة 96