كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: المقدمة)

فبدأ الطبقة الأولى -وهم أهل بدر- برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم الأقرب فالأقرب إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فى النسب.
وسار على هذا المنهج فى الطبقة الثانية من الصحابة، وهم الذين لم يشهدوا بدرًا ولهم إسلام قديم وقد هاجر عامتهم إلى أرض الحبشة وشهدوا أحدًا وما بعدها.
واتبع نفس المنهج فى الطبقة الثالثة. وهم الذين شهدوا الخندق وما بعدها.
وجعل الطبقة الرابعة فيمن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك.
أما الطبقة الخامسة فهي فيمن قُبِض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهم أحداث الأسنان، ولم يغز منهم أحد جمع رسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد حفظ عامتهم، ما حدّثوا به عنه، ومنهم من أدركه ورآه ولم يحدّث عنه شيئًا.
وبعد أن أنهى حديثه عن الصحابة وطبقاتهم تناول طبقات التابعين ومن بعدهم، ولكنه راعى فى هذا التقسيم عاملًا جغرافيا وهو ترتيبهم حسب المدن التى استقروا فيها.
فبدأ بالمدينة المنورة، ثم مكة، فالطائف، فاليمن، فاليمامة، فالبحرين. ثم الكوفة، والبصرة، وواسط، والمدائن، وبغداد، وخراسان، والرى، وهمدان، وقم والأنبار. ثم الشام والجزيرة، والعواصم والثغور. ثم مصر، وأيلة، وإفريقية، والأندلس.
وفى كل هذه الأمصار -باستثناء المدينة المنورة- يستهل حديثه بمن نزله من الصحابة، ثم يتبعه بذكر أهل العلم الذين أخذوا عن الصحابة، ثم الطبقة التى تلى هؤلاء ويستمر ابن سعد على نفس هذا المنهج فى كل بلد حتى عصره.
وكان آخر المراكز التى تناولها فى هذا التقسيم الأندلس، ثم تلاها بذكر طبقات النساء وهى تمثل الجزء الأخير من الكتاب، وقد بدأ تراجم النساء ببيت الرسول، فقدّم خديجة، فبنات الرسول، فعماته، فبنات عمومته، فأزواج الرسول، فمن تزوج ولم يجمع بهن، فمن فارق وطلَّق ومن خطب ولم ينكح، فمارية، فالمسلمات المبايعات من قريش وحلفائهم ومواليهم، فغرائب نساء

الصفحة 11