كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: المقدمة)

وفى النهاية يصف ابن سعد نهاية الصحابى، متحدثًا عن كيفية الوفاة وسببها وزمانها، وغالبا ما يتردد ذكر وقعة اليمامة سنة ١٢ هـ، والتى استشهد فيها كثيرون من قدامى الصحابة. وحينئذ نجد اهتمامًا خاصا بتفاصيل ما كان يصنع بالجثة ودفنها، ومن الذى غسلها وبم كفنها. وهل حملت الجثة إلى المسجد حيث يصلى عليها، أم هرول بها الجمع سراعا إلى المقابر حيث تدفن.
ولا يفوته أن يذكر من الذى خطب أمام القبر، وكم عدد التكبيرات التى كبَّر بها. ومن الذى نزل القبر مع الجثة ليودع الميت الوداع الأخير.
وغالبا ما كان ابن سعد يحرص على أن يصف المظهر الخارجى للصحابي ليتمكن القراء من تصوره، وكان يهتم اهتمامًا خاصًا بتبيان ما إذا كان الرجل يخضب شعره ولحيته أم يتركهما بلا خضاب، وإذا كان يخضبهما فبم.
كذلك يتحدث عن الثياب والعمائم، وعن المادة التى تصنعان منها وعن اللون.
ثم يتحدث عن الخاتم وعن معدنه وعن النقش الموجود عليه إن وجد، وفى أى إصبع كان يلبس.
وأخيرًا فإنه بالنسبة لبعض الصحابة يتحدث عن وصاياهم صيغة وفحوى، وهل كانوا يشهدون عليها الشهود بالتوقيع أم لا، مبينا الثروة التى خلفوها وراءهم.
هذا ولا يقل الجزء الأخير الخاص بالنساء شأنا عن الأجزاء السابقة من حيث الإسهامات التى قامت بها المرأة آنئذ، وكذلك ما قامت به من إثراء للحياة الثقافية والفكرية للإسلام كذلك يعتبر هذا الجزء مصدرًا خصبا لمعرفة الحياة المنزلية آنذاك كما أنه لا يختلف عن غيره من الأجزاء فى أنه وسيلة لنقد الإسناد، والمؤلف إنما يهتم بالنساء فى المقام الأول باعتبار أنهن شاهدات على الحديث، ويلزم لصحة الحكم على الرواة وتعديلهم أو تجريحهم ضرورة معرفة أحوالهم المعيشية. لذلك جمع كل ما يمكن من الأخبار التاريخية القيمة. وقد أهتم بصفة خاصة بالأخبار الثقافية التاريخية طبقا لما يمليه عليه وضع المرأة المفروض فى الإسلام.

الصفحة 13