كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: المقدمة)

وهو يعقد أحيانًا مقارنة بين ما كانت عليه بعض هذه الأماكن وقتذاك، وما كانت عليه وقت أن كان يقيم بالمدينة طلبًا للعلم.
كما أنه يذكر اسم من خلف النبى بالمدينة فى أثناء غزواته مع محافظته على ذلك دائمًا.
وثمة سريتان لم يذكرهما الواقدى إطلاقا يفرد لهما ابن سعد جزءًا من كتابه:
سرية عمرو بن أمية الضمرى، فهذه السرية ليست مذكورة لدى الواقدى.
وابن سعد لا يذكر أى راوية هنا، وفيما يرجح أن ابن سعد أخذ الرواية عن كتب موسى بن عقبة أو أبى معشر.
ويبدو أن ابن سعد أقدم مؤلف نقل هذه الرواية ولم يسبقه أحد إلى روايتها، وهو لم يعتن بضبط تاريخها خلافًا لما اتبعه.
وسرية عُكّاشة بن محصن الأسدى إلى الجِناب، لم يذكر هذه السرية أى مصدر قديم آخر حتى الواقدى نفسه الذى يتتبع ابن سعد عادة تأريخه.
وبجانب حرص ابن سعد على ذكر التفاصيل الجغرافية عن موقع الغزوة فإنه يذكر المغازى التى غزاها الرسول بنفسه، وأسماء الذين استخللهم على المدينة أثناء غزواته، وأخيرًا يذكر شعار المسلمين فى القتال، كل ذلك بالإضافة إلى وصفه لكل غزوة بأسلوب موحد.
وإيراده للتفاصيل الجغرافية المشار إلى بعضها فيما سبق، يوحى بجهده ومعرفته للدقائق فى الأخبار التى جمعها.
وإذا كان الواقدى فعل شيئًا من ذلك فإن ابن سعد يزيد على تلك التفاصيل التى عند أستاذه الواقدى.
وفى كتابات ابن سعد فى السيرة نجد فيها فصولًا استجدها ابن سعد فلم يرد فيها ذكر للواقدى إطلاقا مثل: ذكر كنية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. ومثل: ما كان رسول اللَّه: يعوذ به ويعوذه به جبريل.
ويُعد ابن سعد أول مؤلف بعد ابن إسحاق، وصلت إلينا منه ترجمة كاملة للنبى، ما دمنا لا نملك غير مغازى الواقدى كتابًا مستقلًا كاملًا. ويعطينا ابن سعد

الصفحة 8