كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

فخرج واقد بن عبد اللَّه التميمى يَقدُم المسلمين، فرمى عَمرو بن الحضرمى فقتله، وشدّ المسلمون عليهم فاستأسر عثمان بن عبد اللَّه بن المُغيرة والحَكَم بن كيسان وأعجزهم نوفل بن عبد اللَّه بن المُغيرة، واستاقوا العير، وكان فيها خمر وأدَم وزَبيب جاءوا به من الطّائف، فقدموا بذلك كلّه على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فوقّفه وحبس الأسيرين، وكان الذى أَسَر الحَكَم بن كيسان المِقدادُ بن عمرو، فدعاه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى الإسلام فأسلم وقُتل ببئر مَعُونَة شهيدًا.
وكان سعد بن أبى وقّاص زميل عُتبة بن غزوان على بَعير لعُتبة فى هذه السريّة، فضلّ البَعير بَحرانَ، وهى ناحية معدن بنى سليم، فأقاما عليه يومين يبغيانه، ومضى أصحابهم إلى نخلة فلم يشهدها سعد وعتبة، وقدما المدينة بعدهم بأيّام، ويقال: إنّ عبد اللَّه بن جحش لمّا رجع من نخلة خمّس ما غنم وقسم بين أصحابه سائر الغنائم، فكان أوّل خُمْس خُمْس فى الإسلام.
ويُقال: إن رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقف غنائم نخلة حتّى رجع من بدر، فقسمها مع غنائم بدر وأعطى كلّ قوم حقّهم، وفى هذه السريّة سُمّى عبد اللَّه بن جحش أمير المؤمنين.
* * *

غزوة بدر (¬١)
ثمّ غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بدر القتال، ويقال: بدر الكبرى: قالوا: لمّا تحينّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، انصراف العير من الشأم التى كان خرج لها يريدها حتّى بلغ ذا العُشَيرة، بعث طَلحة بن عُبيد اللَّه التيمى وسعيد بن زَيد بن عمرو بن نُفيل يتحسّسان خَبر العير، فبلغا النَّخْبَار (¬٢) من أرض الحَوْرَاء (¬٣)، فنزلا على كَشَد الجُهَنى، فأجارَهما
---------------
(¬١) مغازى الواقدى ص ١٩، وابن هشام ج ٢ ص ٦٠٦، وتاريخ الطبرى ج ٢ ص ٤٢١، والنويرى ج ١٨ ص ١٠.
(¬٢) النخبار: فى ل "التجبار" والمثبت من م والواقدى. وفسره بقوله "والنخبار" بالنون والخاء من وراء ذى المروة على الساحل.
(¬٣) الحوراء: وراء ذى المروة بينها وبينها ليلتان على الساحل، وبين ذى المروة والمدينة ثمانية برد أو أكثر قليلًا.

الصفحة 10