بذلك العبّاسُ وأظهَرَ السّرُورَ وأعتقَ غلامًا يُقال له أبو زَبِيبَة (¬١).
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: أخبرنا هشام الدَّستَوائى عن قَتادة عن أبى نَضرة عن أبى سعيد الخُدْرى قال: خرجنا مع رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى خَيبر لثمانى عشرة مَضَت من شهر رمضان، فصامَ طوائف من النّاس وأفطَر آخرون، فلم يُعَبْ على الصّائم صَومُه ولا على المُفْطِر فطِرُهُ.
أخبرنا محمّد بن عبد اللَّه الأنصارى، أخبرنا حُميد الطويل عن أنَس قال: انتهينا إلى خَيبر ليلًا، فلمّا أصبحنا وصلّى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، الغَداةَ رَكِبَ وركب المسلمون معه فخرَج وخَرج أهل خَيبر حين أصبحوا بمَساحيهم ومكَاتِلهم كما كانوا فى أرَضِيهم، فلمّا رأوا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالوا: محمّد واللَّه! محمّد والجيش! ثمّ رجعوا هُرّابًا إلى مدينتهم، فقال النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللَّه أكبر خَرِبت خَيبر! إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فَسَاءَ صباحُ المُنذَرين! قال أنَس: وأنا رَديف أبى طلحة وإنّ قَدَمى لَتَمَسّ قَدَم رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-.
أخبرنا رَوْح بن عُبادة، أخبرنا سعيد بن أبى عَروبة عن قتادة عن أنَس بن مالك عن أبى طلحة قال: لمّا صبّح رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، خَيبرَ وقد أخذوا مَسَاحيَهم وغَدَوا إلى حُروثهم وأرَضِيهم، فلمّا رَأوا نبىّ اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومعه الجيش نَكَصوا مُدْبِرين فقال نبىّ اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللَّه أكبر اللَّه أكبر! إنّا إذا نَزَلْنَا بساحةِ قَومٍ فساء صباح المنذَرِين!
أخبرنا هَوْذَة بن خليفة، أخبرنا عوف عن الحَسن قال: لمّا نَزَلَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بحَضرة خَيبر فَزع أهل خيبر وقالوا جاء محمّد وأهل يَثْرِب، قال: فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، حين رأى فَزَعهم: إنّا إذا نزلنا بساحَةِ قومِ فساءَ صَبَاح المُنْذَرِين!
أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا حمّاد بن سَلمة، أخبرنا ثابت عن أنَس قال: كنتُ رَديفَ أبى طلحة يومَ خَيبر وقَدَمى تَمسَ قَدَمَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فأتيناهم حين بَزَغَت الشمس وقد أَخرَجوا مواشيهم وخَرجوا بفئوسهم ومَكَاتِلهم
---------------
(¬١) كذا فى ل، ت. ومثله لدى الصالحى ج ٥ ص ٢١٨ وقيده بقوله: "وأبو زبيبة بلفظ واحدة العنب ولم أجد له ذكرًا فى الإصابة". ولدى الواقدى ص ٧٠٤ "أبو زُبَيْنَة".