كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

أبى سَلمة بن عبد الرّحمن عن جابر بن عبد اللَّه قال: لمّا كانَ يوم خَيبر أصاب النّاسَ مجاعةٌ، فأخذوا الحُمُرَ الإنسيّة فَذَبحوها وملئوا منها القُدورَ فبلَغ ذلك نبىّ اللَّه، صلوات اللَّه عليه: قال جابر: فأمَرَنا رسولُ اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَكَفَأْنَا القُدورَ وهى تَغلى، فحَرّمَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، الحُمُرَ الإنسيّة ولُحُوم البِغال وكلّ ذى نابٍ من السِّباع وكلّ ذى مخلَب من الطّير وحَرّم المُجَثَّمَةَ والخُلسَة والنُّهبَةَ.
أخبرنا عفّان بن مُسلم، أخبرنا حمّاد بن زَيد، أخبرنا عَمرو بن دينار عن محمّد بن علىّ عن جابر بن عبد اللَّه: أنّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، نَهى يومَ خَيبر عن لُحوم الحُمُر وأذن فى لُحوم الخيل.
أخبرنا محمّد بن عبد اللَّه الأنصارى، أخبرنا هِشام بن حَسّان، أخبرنا محمّد، أخبرنا أنسَ بن مالك قال: أتى آتٍ رسولَ اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يوم خيبر فقال: يا رسول اللَّه أكلت الحُمُر! ثمّ أتاه آتٍ فقال: يا رسول اللَّه أفنيت الحُمُر! فأمر أبا أصلحة فنادى: إنّ اللَّه ورسوله ينهيانكم عن لُحوم الحُمُر فإنّها رِجسٌ، فأُكْفِئَت القُدور.
أخبرنا عفّان بن مسلم وهاشم بن القاسم قالا: أخبرنا شُعبة عن أبى إسحاق عن البَراء بن عازِب قال: أصبنا حُمُرًا يوم خَيبر، قال: فنادى منادى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أن أَكْفِئُوا القُدُور (¬١).
أخبرنا عبد اللَّه بن محمّد بن أبى شَيبة، أخبرنا عبد اللَّه بن نُمير عن محمّد بن إسحاق عن عبد اللَّه بن عَمرو بن ضَمرة الفَزارى عن عبد اللَّه بن أبى سليط عن أبيه أبى سَليط، وكان بدريًّا، قال: أتانا نَهىُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عن لحوم الحُمُر يوم خيبر وإنّا جياعٌ فكفأناها.
أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيَى بن سعيد عن بُشير بن يَسار: أنّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لما أفاء اللَّه عليه خَيبر قسمها على ستّة وثلاثين سهمًا، جَمَعَ كلّ سهم مائة سهم، وجعل نِصفها لنوائبه وما ينزل به، وعَزَل النصف الآخر فقسمه بين المسلمين وسَهم النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيما قسم بين المسلمين الشّقّ ونَطاة (¬٢) وما حيز
---------------
(¬١) الصالحى ج ٥ ص ٢٠٢.
(¬٢) الشق ونطاة من حصون خيبر.

الصفحة 107