ساحل البحر، وبينها وبين المدينة خمس ليال، فأصابهم في الطريق جوعٌ شديدٌ فأكلوا الخَبَط وابتاع قيس بن سعد جُزُرًا ونحرها لهم، وألقى لهم البحر حُوتًا عظيمًا فأكلوا منه وانصرفوا ولم يلقوا كيدًا.
سريّة أبى قَتَادة بن رِبْعِيّ الأنصاري إلى خَضِرَة (¬١)
ثُمّ سرِيّة أبى قَتادة بن رِبعيّ الأنصاري إلى خَضِرَة، وهي أرض مُحارِب بنجد في شعبان سنة ثمان من مُهاجَر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا: بعث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أبا قَتادَة ومعه خمسة عشر رجلًا إلى غَطَفَان وأمره أن يشُنّ عليهم الغارة، فسار اللّيلَ وكمن النهار فَهَجَم على حاضرٍ منهم عظيمِ فأحاط بهم فصرخ رجل منهم: يا خَضِرَة! وقاتل منهم رجال فقَتلوا من أشرفَ لهم واستاقوا النّعَم، فكانت الإبل مائتى بعير والغَنَم ألفَىْ شاةٍ وسَبَوا سبيًا كثيرًا، وجمعوا الغنائم فأخرجوا الخُمس فعزلوه وقسموا ما بقى على أهْل السّريّة فأصاب كلَّ رجل منهم اثنا عشر بعيرًا فعُدل البعير بعشر من الغَنَم، وصارت في سَهْمِ أدى قَتادَة جاريةٌ وضيئةٌ. فاستوهبها منه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فوهبها له، فوهبها رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لمحميَةَ بن جَزْء، وغابوا في هذه السريّة خمس عشرة ليلة.
سريّة أَبى قتادة بن رِبْعِيّ الأنصاري إلى بطن إضَم (¬٢)
ثمّ سريّة أبى قتادة بن رِبعيّ الأنصاري إلى بطن إضَم في أوّل شهر رمضان سنة ثمان من مُهاجَر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا: لمّا هَمّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بِغَزْوِ أهْلِ مكّة بعث أبا قتدة بن رِبعيّ في ثمانية نفَر سريّةً إلى بطن إضَم، وهي فيما بين ذى خُشُب وذى المرْوَة، وبينها وبين
---------------
(¬١) مغازى الواقدى ص ٧٧٧، وخَضرَة: بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين قيده الصالحى ج ٦ ص ٢٩١.
(¬٢) النويرى ج ١٧ ص ٢٨٦.