الجَزَرى عن مُجاهد عن مولاةٍ لأمّ هانئٍ: أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حين فتح مكة دعَا بإنَاءٍ فاغتسل ثمّ صلّى أربع ركعات.
أخبرنا يحيَى بن عبّاد، أخبرنا فُليح بن سليمان: سمعت سعيد بن أبي سعيد المقبُرى قال: أخبرني أبو مرّة مولى أمّ هانئ أنّ أمّ هانئ أخبرته أنّها دخلت منزل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يوم الفتح تُكلّمه في رجل تستأمن له قالت: فدخل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وقد وقع الغبار - على رأسه ولحيته فَسُتِرَ بثوب فاغتسل، ثمّ خالف بين طَرَفَيْ ثوبه فصلّى الضّحى ثمانى ركعات.
أخبرنا هاشم بن القاسم، أخبرنا ليث بن سعد، حدّثنى يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند أنّ أبا مُرّة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره أنّ أثم هانئ بنت أبي طالب حدّثته أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لمّا (¬١) كان عام الفتح فرّ إليها رجلان من بني مخزوم فأجارتهما، فدخل عليّ عليها فقال: لأقتلنّهما! قالت: فلمّا سمعته يقول ذلك أتيت رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهو بأعلى مكّة، فلمّا رآنى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، رحّب بي وقال: ما جاء بِكِ يا أمّ هانئ؟ قلت: يا نبيّ الله رجلين من أحمائى فأراد عليّ قتلهما، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: قد أجرنا من أجزتِ! ثم قام رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - إلى غسله فَسَتَرَته فاطمة بثوب ثم أخذ ثوبه فالتحفَ به ثم صلّى ثمانى ركعات سُبْحَةَ الضُّحى.
أخبرنا أبو بكر بن محمّد بن أبي مُرّة المكّى، حدّثنى سعيد بن سالم المكّى عن رجل قد سمّاه قال: استعمل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على سوق مكة حين افتتحها سَعيدَ بن سعيد بن العاص بن أميّة، فلمّا أراد النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، أن يخرج إلى الطائف خرج معه سعيد بن سعيد فاستُشهد بالطائف.
أخبرنا أبو بكر بن محمّد بن أبي مُرّة، حدثني مُسلم بن خالد الزّنجى عن ابن
---------------
(¬١) كذا في ل: وقد نبه عليه المستشرق هنا بقوله: الكلمات "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أهملت بعد ذلك ولم تكمل الجملة، وقد وضعت ثلاث نقط كى أدلل على ما سقط من الجملة. قلت: ومثله في مخطوطة تشستربتي. وفى الموضع الماثل ورد لدى الواقدي ج ٢ ص ٨٢١ "وكانت أم هانئ بنت أبي طالب تحت هبيرة بن أبي وهب المخزومى، فلما كان يوم الفتح دخل عليها حموان لها - عبد الله بن أبي ربيعة المخزومى، والحارث بن هشام - فاستجارا بها وقالا: نحن في جوارك! فقالت: نعم، وأنتما في جوارى. قالت أم هانئ! فهما عندي إذ دخل عَليّ فارسًا مدججا في الحديد ولا أعرفه، فقلت له: أنا بنت عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ".