كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

جُريج قال: لمّا خرج النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، إلى الطائف في عام الفتح استخلف على مكّة هُبَيرة بن شبْل بن العَجْلان الثّقَفى، فلمّا رجع من الطائف وأراد الخروج إلى المدينة استعمل عَتّاب بن أسيد على مكّة وعلى الحجّ سنةَ ثمان.
أخبرنا محمّد بن عُبيد، حدّثنى زكريّاء بن أبي زائدة عن عامر قال: قال الحارث بن مالك بن بَرْصاء: سمعتُ النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، يوم الفتح يقول: لا تُغْزَى بعدها إلى يوم القيامة.
* * *

سريّة خالد بن الوليد إلى العُزّى (¬١)
ثمّ سريّة خالد بن الوليد إلى العُزّى لخمس ليالٍ بقين من شهر رمضان سنة ثمان من مُهاجَر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا: بعث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حين فتح مكة خالد بن الوليد إلى العُزّى ليهدمها، فخرج في ثلاثين فارسًا من أصحابه حتَّى انتهوا إليها فهدمها ثمّ رجع إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره فقال: هل رأيتَ شيئًا؟ قال: لا! قال: فإنّك لم تهدمها فارجعْ إليها فاهدمها: فرجع خالد وهو متغيّظ فجرّد سيفه فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأسِ، فجعل السادن يصيح بها، فضربَها خالد فَجَزَلَها باثنين ورجع إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره فقال: نعمْ تلك العُزّى وقد يئستْ أن تُعْبَد ببلادكم أبدًا! وكانت بنخلة وكانت لقريش وجميع بني كنانة وكانت أعظم أصنامهم وكان سَدَنَتها بنو شَيبان من بني سُلَيم.
* * *

سريّة عَمرو بن العاص إلى سُواع (¬٢)
ثمّ سريّة عمرو بن العاص إلى سُواع في شهر رمضان سنة ثمان من مُهاجَر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قالوا: بعث النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، حين فتح مكّة عمرو بن العاص إلى سُواع، صنم
---------------
(¬١) تاريخ الطبرى ج ٣ ص ٦٥، والنويري ج ١٧ ص ٣١٤.
(¬٢) تاريخ الطبرى ج ٣ ص ٦٦، والنويري ج ١٧ ص ٣١٥.

الصفحة 135