كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

دونها شئ: قال: فناداه العبّاس أنّه لا يصلح ذلك لك: قال: لِمَ؟ قال: لأنّ اللَّه تعالى وَعَدَك إحدى الطائفتين فقد أعطاك ما وَعَدك.
أخبرنا محمد بن عبد اللَّه، أخبرنا يونس بن أبى إسحاق عن العَيزار بن حُريث قال: أمر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنادى يوم بدر ألا إنّه ليس لأحد من القوم عندى مِنّةٌ إلا لأبى البَختَرى، فمن كان أخذه فليُخَلّ سبيله: وكان رسول اللَّه قد آمنه قال: فوُجد قد قُتل.
أخبرنا الحسن بن موسى، أخبرنا زهير، أخبرنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد اللَّه بن مسعود قال: استقبل رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، البيت فدعا على نَفَر من قريش سبعة، فيهم أبو جهل وأُميّة بن خَلَف وعُتبة بن ربيعة وشَيبة بن ربيعة وعُقبة بن أبى مُعَيط، فأقسم باللَّه لقد رأيتهم صَرْعى على بدر قد غَيّرَتهم الشمسُ، وكان يومًا حارًا.
أخبرنا خَلَف بن الوليد الأزدى، أخبرنا إسرائيل عن أَبى إسحاق عن حارثة عن علىّ قال: لمّا كان يوم بدر وحضر البأس اتقينا برسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان من أشدّ الناس بأسًا يومئذٍ، وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه.
أخبرنا خَلَف بن الوليد الأزدى، أخبرنا يحيَى بن زكريّاء بن أبى زائدة، حدَّثنى إِسماعيل بن أبى خالد عن البهىّ قال: لما كان يوم بدر برز عُتبة وشَيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، فخرج إليهم حمزة بن عبد المطّلب وعلىّ بن أبى طالب وعُبيدة بن الحارث، فَبَرَز شيبة لحمزة فقال له شيبة: مَن أنت؟ فقال: أنا أسد اللَّه وأسد رسوله! قال: كُفْءٌ كريم، فاختلفا ضربتين فقتله حمزة، ثمّ برز الوليد لعلىّ فقال: من أنت؟ فقال: أنا عبد اللَّه وأخو رسوله: فقتله علىّ، ثمّ برز عُتبة لعُبيدة بن الحارث فقال عُتبة: مَن أنت؟ قال: أنا الذى فى الحلف، قال: كفءٌ كريم: فاختلفا ضربتين أوهنَ كلّ منهما صاحبه فأجاز (¬١) حمزة وعلىّ على عُتبة.
قال أبو عبد اللَّه محمد بن سعد: والثبت على الحديث الأوّل أنّ حمزة قتل عُتبة، وأنّ عليًّا قَتل الوليد، وأنّ عُبيدة بارزَ شيبة.
أخبرنا حُجين بن المثُنّى وقُتيبة بن سعيد قالا: أخبرنا الليث بن سعد عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبى هلال عن يزيد بن رومان: أنّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لم
---------------
(¬١) سبق التعليق عليه ص ١٦ هامش ١.

الصفحة 21