كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

يصلّى يَؤمّ النّاسَ: فقال أبو بكر: بَلْ يُدفن حيث تَوفّى الله نفسَه، فأُخّر الفِراش ثمّ حفر له تحتَه.
أخبرنا أبو الوليد الطّيالِسيّ، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لما مات النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، قالوا أين يُدفن؟ فقال أبو بكر: في المكان الّذى مات فيه.
أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحُصين عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: لما فُرِغَ من جهاز رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يومَ الثلاثاء وُضع على سرير في بيته، وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه فقال قائلٌ: ادفنوه في مسجده، وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه بالبقيع. قال أبو بكر: سمعتُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ما مات نبيّ إلّا دُفن حيث يُقبض: فرُفع فراش النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، الّذى تُوفّى عليه ثمّ حُفر له تحتَه (¬١).
أخبرنا محمّد بن ربيعة الكِلالى عن إبراهيم بن يزيد عن يحيَى بن بَهْماه مولى عثمان بن عفّان قال: بلغنى أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال إنّما تُدفن الأجساد حيث تُقبض الأرواح.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبرة عن جعفر بن محمّد عن ابن أبي مُليكة قال: قال رسول الله. - صلى الله عليه وسلم -: ما تَوفّى الله نبيًّا قطّ إلّا دُفن حيث تُقبض روحه.
أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا عمر بن ذرّ قال قال أبو بكر: سمعتُ خليلى يقول: ما مات نبيّ قطّ في مكان إلّا دُفن فيه. قلتُ لابن ذَرّ: ممّن سمعتَه؟ قال: سمعتُ أبا بكر بن عمر بن حفص إن شاء الله.
أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس أنّه بلغه أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لما تُوفّى قال ناسٌ: يُدفن عند المنبر، وقال آخرون: يُدفن بالبقيع، فجاء أبو بكر فقال: سمعت رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ما دُفن نبيّ إلّا في مكانه الّذى قَبض الله فيه نفسَه، قال: فأُخر رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، عن المكان الّذى تُوفّى فيه فحُفر له فيه.
---------------
(¬١) أورده النويرى ج ١٨ ص ٣٩٣.

الصفحة 255