كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

أخبرنا خالد بن خِداش، آخبرنا عبد العزيز بن أبى حازم، حدّثنى أبى عن سَهل بن اسعد قال: كُسِرَت رَباعِيةُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يومَ أُحُد وجُرح وجهه وكُسِرت البَيضة على رأسه، فكانت فاطمة، عليها السلام، تغسل جُرْحَه وعلىّ يسكب الماءَ عليها بالمجنّ يعنى الترس، فلمّا رأت فاطمة أنّ الماء لا يزيد الدمَ إلّا كثرَةً أخذت فاطمة قطعةَ حَصيرٍ فأحرقته فألصقته عليه فاستمسك الدمُ.
أخبرنا خالد بن خِداش، أخبرنا الفضل بن موسى السينانى عن محمّد بن عَمرو عن سَعد بن المنذر عن أبى حُميد الساعدى: أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، خرج يوم أُحُد حتى إذا جاوز ثنيّةَ الوَداع إذا هو بكتيبةٍ خَشناءَ فقال: مَن هؤلاء؟ قالوا: هذا عبد اللَّه بن أُبىّ بن سَلُول فى ستّمائة من مواليه من اليهود من أهل قَيْنُقَاع، وهم رهط عبد اللَّه بن سلام. قال: وقد أسلموا؟ قالوا: لا يا رسول اللَّه. قال: قولوا لهم فليرجعوا فإنّا لا نستعين بالمشركين على المشركين.
أخبرنا أبو المنذر البزّاز، أخبرنا سفيان الثورى عن حُصين عن أبى مالك: أنّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، صلّى على قَتلَى أُحُد.
* * *

غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، حَمْراءَ الأسد (¬١)
ثمّ غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، حمراء الأسد يوم الأحد لثمانى ليالٍ خلونَ من شوّال على رأس اثنتين وثلاثين شهرًا من مُهاجَره. قالوا: لمّا انصرف رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، من أُحُد مساء يوم السبت بات تلك الليلة على بابه ناسٌ من وجوه الأنصار وبات المسلمون يُداوون جراحاتهم، فلمّا صلّى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، الصُّبح يوم الأحده أمر بلالًا أن ينادى أنّ رسول اللَّه يأمركم بطلب عدوّكم ولا يخرج معنا إلّا مَن شهِدَ القِتالَ بالأمس، فقال جابر بن عبد اللَّه: إن أبى خلّفنى يومَ أُحُد على أخواتٍ لى فلم أشهَد الحرب فَأذَنْ لى أن أسير معك، فأذن له رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلم يخرج معه أحدٌ لم يشهد القتالَ غَيْرَه (¬٢).
---------------
(¬١) مغازى الواقدى ص ٣٣٤، والنويرى ج ١٧ ص ١٢٦.
(¬٢) أورده النويرى ج ١٧ ص ١٢٦ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 45