المهاجرين والأنصار، قال: سِرْ حتى تنزل أرضَ بنى أسد فَأَغِرْ عليهم قبل أن تَلاقى عليك جموعهم، فخرَج فأغَذّ السَّير ونكَّبَ عن سَنَن الطريق وسبق الأخبارَ وانتهى إلى أدنَى قَطَن، فأغارَ على سَرْح لهم فضَمّوه وأخَذوا رِعاءً لهم مماليك ثلاثةً، وأفلت سائرُهم فجاءوا جَمعَهم فحذّروهم فتفرّقوا فى كلّ ناحية، ففرّق أبو سلمة أصحابه ثلاثَ فِرَقٍ فى طلب النّعَم والشاء فآبوا إليه سالمين قد أصابوا إبلًا وشاءً ولم يلقوا أحدًا، فانحدر أبو سلمة بذلك كلّه إلى المدينة.
* * *
سريّة عبد اللَّه بن أُنيس (¬١)
ثمّ سريّة عبد اللَّه بن أُنيس إلى سُفيان بن خالد بن نُبيح الهُذَلى بعُرَنَة (¬٢). خرج من المدينة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرّم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا من مُهاجَر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وذلك أنّه بلَغ رسولَ اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنّ سفيان بن خالد الهُذَلى ثم اللّحيانى وكان ينزل عُرَنَةَ وما وَالَاها فى ناس من قومه وغيرهم، قد جَمَعَ الجمُوع لرسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبث رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عبد اللَّه بن أنيس ليقتله فقال: صِفْهُ لى يا رسول اللَّه، قال: إذا رأيتَه هِبتَه وفَرِقْتَ منه وذكرتَ الشيطان، قال: وكنتُ لا أهابُ الرجال، واستأذنتُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أن أقُول فَأَذِنَ لى فأخذتُ سَيفى وخرجتُ أعتزى إلى خُزاعة حتى إذا كنت ببطن عُرَنَة لقيته يمشى ووراءه الأحابيش ومن ضَوى إليه، فعرفته بِنَعْتِ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهِبته فرأيتنى أقطُر فقلتُ: صَدَق اللَّه ورسوله، فقال: مَن الرّجل؟ فقلتُ: رجلٌ من خُزَاعة سمعتُ بجمعك لمحمّد فجئتك لأكون معك. قال: أجَلْ إنّى لأجمعُ له، فمشيتُ معه وحدَّثته واستحلَى حديثى حتى انتهى إلى خَبائه وتفرَّق عنه أصحابه حتّى إذا هَدَأَ النّاسُ وناموا اغتررتُه فقتلتُه وأخذتُ رأسه ثمّ دخلتُ غَارًا فى الجبل وضربَتِ العنكبوتُ علىّ، وجاء الطّلبُ فلم يجدوا شيئًا فانصرفوا راجعين. ثمّ
---------------
(¬١) مغازى الواقدى ج ٢ ص ٥٣١، والنويرى ج ١٧ ص ١٢٨.
(¬٢) عرنة: موضع بقرب عرفة.