رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللَّهُمَّ اهدِ بنى عامر واطلبْ خُفرتى من عامر بن الطّفيل. وأقبل عمرو بن أُميّة سار أربعًا على رجليه، فلمّا كان بصدور قَناة (¬١) لقى رجلين من بنى كلاب قد كان لهما من رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أَمانٌ، فقتلهما وهو لا يعلم ذلك ثمّ قَدِم على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبرَه بمقتل أصحاب بئر معونة، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: أُبتَ من بينهم. وأخبر النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بقتل العامريّين فقال: بئسَ ما صنعتَ! قد كان لهما منّى أمانٌ وجوار، لأدِيَنّهما، فبعث بدِيَتهِما إلى قومهما.
أخبرنا محمّد بن عبد اللَّه الأنصارى، أخبرنا سعيد بن أبى عَرُوبَة عن قَتادة عن أنس بن مالك: أنّ رِعْلًا وذَكْوان وعُصَيّة وبنى لِحيان أتوا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فاستمدّوه على قومهم فأمدّهم سبعين رجلًا من الأنصار، وكانوا يُدْعون فينا القُرّاء، كانوا يحطبون بالنهار ويصلّون باللّيل، فلمّا بلغوا بئرَ مَعونةٍ غَدروا بهم فقتلوهم، فبلغَ ذلك نبىّ اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَنَتَ شهرًا فى صلاة الصُّبح يدعو على رِعل وذكوان وعُصَيّة وبنى لحيان قال: فقرأنا بهم قرآنًا زمانًا ثمّ إنّ ذلك رُفع أو نُسى: بَلّغُوا عنّا قَوْمَنَا أنّا لَقِينَا رَبّنَا فَرَضىَ عَنّا وَأرْضَانَا.
أخبرنا يحيَى بن عَبّاد، أخبرنا عُمارة بن زاذان، حدّثنى مكحول قال: قلتُ لأنَس بن مالك: أبا حمزة القرّاء، قال: وَيْحك قُتلوا على عهد رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كانوا قومًا يستعذبون لرسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويحطبون حتى إذا كان اللّيل قاموا إلى السّوارى للصّلاة.
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهرىّ عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب، أخبرنى عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم: أنّ المنذر بن عمرو الساعدى قُتل يوم بئر معونة، وهو الذى يقال له: أعنَقَ ليموت، وكان عامر بن الطّفيل استنصر لهم بنى سُليم فنفروا معه فَقَتلوهم غيرَ عمرو بن أُمية الضّمرى، أخذه عامر بن الطّفيل فأرسله، فلمّا قَدِمَ على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال له رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: أُبتَ من بينهم. وكان من أولئك الرَّهط عامر بن فُهَيرة، قال ابن شهاب: فزعم عُروة بن الزّبير أنّه قُتل يومئذ فلما يوجَد جسده حين دُفنوا. قال عُروة: كانوا يرون أنّ الملائكة هى دفنته.
---------------
(¬١) قناة: واد يأتى من الطائف ويصب فى الأرحضية وقرقرة الكدر.