كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

أخبرنا عتّاب بن زياد، أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك، قال: أخبرنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة عن أنسَ بن مالك قال: أُنزل فى الذين قُتلوا ببئر معونة قرآن حتى نُسخ بعد: بَلّغوا قَوْمَنَا أنّا قَدْ لَقِينَا رَبّنَا فَرَضىَ عَنّا وَرَضِينَا عَنْهُ (¬١). ودعا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، على الذين قتلوهم ثلاثين غداة، يدعو على رِعل وذكوان وعُصَيّة عَصَت اللَّه ورسولَه.
أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا سُفيان بن عُيينة عن عاصِم قال: سمعتُ أنس بن مالك قال: ما رأيتُ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وجد (¬٢) على أحد ما وَجَدَ على أصحاب بئر مَعونة (¬٣).

* * *

سريّة مَرْثد بن أبى مَرْثد (¬٤)
ثم سريّة مَرْثد بن أبى مَرْثد الغَنَوى إلى الرّجيع فى صَفَر على رأس ستّة وثلاثين شهرًا من مُهاجَرِ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-.
أخبرنا عبد اللَّه بن إدريس الأوْدى، أخبرنا محمّد بن إسحاق عن عاصم بن عُمر بن قَتَادة بن النعمان الظَّفَرى، وأخبرنا مَعن بن عيسى الأشجَعى، أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عُمر بن أسيد بن العلاء بن جارية، وكان من جُلساء أبى هريرة، قال: قَدِم على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، رَهط من عَضَل والقَارَة وهم إلى الهُون بن خُزيمة فقالوا: يا رسول اللَّه إنّ فينا إسلامًا فَابعثْ معنا نفرًا من أصحابك يفقّهونا ويُقرئونا القرآن ويُعلّمونا شرائع الإسلام. فبعثَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، معهم عشرة رَهط: عاصم بن ثابت بن أبى الأقْلَح ومَرْثد بن أبى مَرْثد وعبد
---------------
(¬١) قال السهيلى: "ثبت هذا فى الصحيح، وليس عليه رونق الإعجاز، فيقال: إنه لم ينزل بهذا النظم، ولكن بنظم معجز كنظم القرآن".
(¬٢) وجد: حزن.
(¬٣) أورده النويرى ج ١٧ ص ١٣٢ نقلا عن ابن سعد.
(¬٤) مغازى الواقدى ص ٣٥٤، والنويرى ج ١٧ ص ١٣٣.

الصفحة 51